كيفية خلق ((آدم )) في القرآن وفي العهدين - نفحات القرآن جلد 8

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 8

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

كيفية خلق ((آدم )) في القرآن وفي العهدين

1. بى ن القرآن الكريم (خلقة ) الانسان في سورة البقرة من آية (30 الى آية 37)بالشكل التالي :.

(واذ قـال ربـك للملائكة انـي جاعل في الارض خليفة قالوا اتجعل فيهامن يفسد فيها ويسفك الدما ونـحـن نـسبح بحمدك ونقدس لك قال اني اعلم مالا تعلمون # وعلم آدم الاسما كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال انبئوني باسما هــؤلا ان كنتم صادقين # قالوا سبحانك لا علم لنا الا ماعلمتنا ان ك انت الـعـلـيـم الـحـكـيم # قال ياآدم انبئهم باسمائهم فلم ا انباهم باسمائهم قال الم اقل لكم اني اعلم غيب الـسموات والارض واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون # واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابـليس ابى واستكبر وكان من الكافرين # وقلنا ياآدم اسكن انت وزوجك الجنة وكلا منهارغدا حيث شـئتـمـا ولاتقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين # فازلهماالشيطان عنها فاخرجهما مم ا كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الارض مستقر ومتاع الى حين # فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه ان ه هو التو اب الرحيم ) ((235)) .

وقد اشير الى هذا المعنى ايضا في سور قرآنية اخرى كالاعراف وطه .

ويـستفاد من الاية (12) من سورة طه بشكل واضح , بان الشيطان خدع آدم من خلال قوله له : ان هـذه الـشـجـرة , شـجرة الحياة الابدية , في حين ان آدم تلقى انذارامسبقا من ذي قبل يقضي بان الشيطان عدو لك فلا تغتر باقواله .

وكذلك يستفاد من الاية (26 و 27) من سورة الاعراف و (121) من سورة طـه هذا المعنى ايضا بان آدم وزوجته كانا يرتديان الاثواب في الجنة لكن عندما تناولامن تلك الشجرة المحرمة عليهم , خلعت عنهما اثواب الجنة .

وصنعوا لانفسهما لباسا من اوراق اشجار الجنة , واستنادا الى الايات السابقة نستنتج مايلي :.

اولا : ان اعـلى نقاط القوة في آدم هو وصوله الى مقام الخلافة الالهية وسجودالملائكة له , وهي نفس حالة اطلاعه على ((علم الاسما)) وعلمه بالحقائق والاسرارالكونية .

ثـانيا : السبب ورا خروج آدم من الجنة , هو تناوله من تلك الشجرة التي حظرت عليه من قبل وان كـان الـقـرآن لـم يـذكر اسما لهذه الشجرة , لكن الظاهر في الامر انهاتمتلك فاكهة طيبة وجيدة والغاية من الامر بتركها هو اختيار آدم (ع ) وامتحانه من اجل غربلة ايمانه وصقل ارادته في مقابل الوساوس النفسانية والشيطانية .

ويـتضح من عبارة ((وازلهما الشيطان )) هذا المعنى بان التناول من تلك الشجرة المحظورة لايعدو ان يـكـون مـخـاضا من المخاضات وليس هو من نوع ارتكاب الذنب والطغيان امام قدرة اللّه وانتهاك حرمة العبودية .

والان نـعـرج عـلى التوراة لنرى كيف امتزجت هذه الحادثة التاريخية بانواع الخرافات والمسائل غير المنطقية والصبيانية ؟.

جا في الفصل الثاني من (سفر التكوين 7 ـ 25) مايلي :.

7 ـ ثـم صـور اللّه تـعالى آدم من صعيد الارض ونفخ في انفه نسمة الحياة , فاخذروح آدم ينبض بالحياة 8 ـ وغرس اللّه تعالى بستانا في الجانب الشرقي من عدن ,وانزل الانسان الذي صوره هناك 9 ـ وانبت اللّه تعالى كل شجرة بديعة ولذيذة المطعم , وانبت شجرة الحياة وسط البستان وشجرة المعرفة (بالحسن والقبح ) 15ـواخذ اللّه تعالى آدم وانزله في بستان عدن ليرعاه ويحرسه 16 ـ وامـر اللّه تـعـالـى آدم وقـال انـك مـخير بان تاكل من كل اشجار البستان 17 ـ ولكن لا تاكل من شـجرة المعرفة , لانك ستستحق الموت حين تناولك منها 25 ـ وكان آدم وزوجته كلاهماعاريين ولا يستحيان .

ووردت تتمة هذه الواقعة في الفصل الثالث من (سفر التكوين ) نفسه على النحوالتالي :.

1 ـ خلق اللّه الافعى (الشيطان ) امكر من كل ذي روح يدب على وجه الصحرا ,فقالت للمراة : هل قـال اللّه حقا لا تاكلا من جميع اشجار البستان 2 ـ وقالت المراة للافعى باننا ناكل من فاكهة اشجار الـبـستان 3 ـ الا ان اللّه تعالى امرنا بان لا ناكل من ثمار الشجرة التي في وسط البستان ولا نلمسها حتى لا نموت 4 ـ وقالت الافعى للمراة وبالطبع لاتموتان 5 ـ الحقيقة ان اللّه يعلم انكما يوم تاكلان منها تتنوربصيرتكما , وتصبحان كالالهة (الملائكة ) الذين يعلمون الحسن والقبح 6 ـ فرات المراة ان مـن الصلاح ان تاكل من الشجرة التي تبدو رائعة المنظر , جذابة لمن يعشق المعرفة فوظفت من ثمارها واكلت واعطت لزوجها ايضا فاكل 7 ـ حينئذ تنورت بصيرتهما , وعلما انهما عاريان فحاكا من اوراق شجرة التين ازارا لهما 8 ـ وسمعاصوت اللّه تعالى حينما كان يتبختر صباحا في البستان , فاختفى آدم وزوجته بعيداعن حضرة اللّه بين الاشجار 9 ـ ونادى اللّه آدم وقال له اين انت ؟ 10 ـ فـاجـابه انني سمعت نداك في البستان واصابني الهلع , لانني عار من اللباس ولهذا اختفيت 11ـفقال اللّه مـن قـال لـك انـك عار ؟ هل تناولت من الشجرة التي امرتك ان لاتاكل منها ؟ 12ـ وقال آدم ان الـمـراة الـتـي منحتها لي لتكون معي هي التي اعطتني من تلك الشجرة فاكلت 13 ـ وقال اللّه تعالى للمراة ماهذا الذي فعلت ؟ قالت المراة لقداغوتني الافعى فاكلت 14 ـ وقال اللّه تعالى للافعى , لانك فـعلت ذلك فانت ملعونة من بين كل البهائم , والحيوانات الصحراوية ستمشين على بطنك وستاكلين التراب طيلة ايام حياتك 22 ـ وقال اللّه تعالى نظرا لان آدم اصبح واحدا من ا لعلمه بالحسن والقبح , فلا ينبغي ان يمد يده الى شجرة الحياة ايضا فياكل منها ويعيش عيشاابديا.

23 ـ اذا لهذا السبب ابعده اللّه تعالى من بستان عدن , ليشتغل بزراعة الارض التي نشا منها.

24 ـ وابـعـد آدم واسـكن الكروبيين (الملائكة ) في الجانب الشرقي من ((بستان عدن )) وكانوا يطوفون حول شجرة الحياة بالسيف البتار ليحرسونها.

وخلاصة ما جا في التوراة بصدد تاريخ خلق آدم وخروجه من الجنة على النحو التالي :.

خلق اللّه آدم , واسكنه بستانا في الجانب الشرقي من عدن ,ليرعاه , وختم هذاالبستان بين اشجاره شجرتين .

احداهما : (شجرة العلم بالحسن والقبح ) وهي شجرة يحصل من ياكل من ثمارها على العقل والذكا , ولان آدم لـم يكن قد تناول منها شيئا , فلم يدرك معنى الحسن والقبح ولهذا السبب لم يستح من عريه هو وزوجته قط , والاخرى : كانت (شجرة الحياة ) ومن اكل منها حظي بالعمر الخالد.

وامـر اللّه تعالى آدم ان لا يتناول شيئا من شجرة العلم المعرفة والحسن والقبح على الاطلاق والا فسيموت , وسرعان ما القى الشيطان وسواسه في روع زوجة آدم (حوا) وقال لها : لم لا تاكلين من (شجرة العلم , والمعرفة ) لانك لو اكلت لانيرت بصيرتك ولاطلعت على الحسن والقبح كالملائكة , وكـان مـنظر تلك الشجرة جذابا جميلا , ومن ثم اكلت منها حوا واعطت منها ولادم ايضا فتفتحت عـيـناهما ,واطلعا على الحسن والقبح , وادركا قبح العري فصنعا من الورق العريض لشجرة التين سـتـرا لـهـما وربطوه حولهما , حينما كان اللّه تعالى يتمشى في الجنة عمد آدم الى اخفا نفسه بين اشجارها , فلم يشاهده اللّه تعالى وناداه اين انت ؟ فاجاب اللّه تعالى اني هنا بين الاشجار وقد اخفيت نـفـسـي لانـني عار فساله اللّه تعالى : من اين علمت انك عار ؟ لعلك تناولت شيئا من شجرة الحسن والقبح ( شجرة العلم والمعرفة ) ,فالقى التبعة على عاتق زوجته , لما عوتبت حوا القت التبعة على عـاتـق الافعى (الشيطان ) , هنا عاقب اللّه الافعى , بان تزحف على بطنها , وتاكل من تراب الارض طيلة حياتها.

من ناحية اخرى , بعد ان تناول آدم من ( شجرة العلم والمعرفة ) واصبح كاحدالالهة , احترس اللّه تـعـالـى مـن ان يتناول من (شجرة الحياة ) ايضا ويحظى بالعمرالخالد ولذلك اصدر اللّه تعالى امرا باخراجه من الجنة وامر الملائكة , ان يحرسواشجرة الحياة بالسيف البتار لئلا يقترب منها آدم .

ولا يـخـفى علينا ان هذا هو التوراة نفسه الذي يعد اليوم (الكتاب المقدس )لجميع يهود ومسيحيي العالم , ويؤمن جميعهم بمحتواه ويعتقدون انه الكتاب عينه الذي كان في ايدي اليهود والنصارى في عصر نزول القرآن .

وبـطـبـيـعـة الحال اننا لا نعتقد بوجود مثل هذا النوع من الخرافات الصبيانية المبتذلة في الكتاب الـسـمـاوي لموسى (ع ) , او ان الانبيا بعده دافعوا عنه ولكن على اي حال احتوت هذه الاسطورة الغريبة على امور جارحة في حق اللّه تعالى ,بحيث ان كل واحدة منها اشنع من الاخرى ومن جملتها :.

1 ـ نـسـبة الكذب الى اللّه تعالى استنادا الى مانقلوه من قوله انكما لو تناولتماشيئا من شجرة (العلم والمعرفة ) فستموتان .

2 ـ نـسـبـة البخل اليه جل وعلا بمانقلوه من انه لم يوافق على ان ياكل آدم وحوامن شجرة العلم والمعرفة , فيحظيا على العقل والادراك وكان يريد لهما البقا على جهلهم وعدم معرفتهم .

3 ـ ان اللّه تعالى لم يمنحهما العقل والعلم الكافيين ليدركا قبح كونهما عاريين ,بل وكان تعالى كثيرا ما يرتضي لهما هذه الحالة .

4 ـ الـقـول بـان له جسما وانه يتمشي على قدميه في البستان , وفي الوقت نفسه يغفل ولا يعلم بما يـدور حوله , بحيث يمكن لادم وحوا ان يتواريا عن نظره وكل واحد من تلك الامور يعد كفرا ولا ينسجم مع مقام الالوهية اطلاقا.

5 ـ ان الـشـيـطان (نعوذ باللّه ) اشد حرصا من اللّه تعالى على آدم وحوا لانه ارشدهما الى معرفة الـحـسن والقبح , وهو لم يكف عن اضلاله فحسب بل دعاهماالى طريق التكامل , بينما الحقيقة هي اننا ندين الشيطان في علومنا ومعارفنا.

6 ـ ان الجنة منزل الجهال والاغبيا لان اللّه اخرج آدم وحوا من الجنة بجريرة حصولهما على العلم .

7 ـ ان الـشيطان انما لعن وطرد من ساحة الرحمة الالهية , لانه كان يطلب الخيرلادم , فعوقب من دون ان يرتكب ذنبا معينا.

وكـذلـك فيما يخص الخرافات الاخرى , كالعلم والمعرفة والحياة , وثمار اشجارالبستان , او ان غذا الافعى هو التراب دائما , وامثال ذلك .

والان يمكننا اجرا مقارنة بسيطة بين ما بينه القرآن في صدد تاريخ نشؤ آدم وصراعه مع الشيطان , وبين ماقراناه في العبارات السابقة , لنعلم ايهما هو الكتاب السماوي وايهما نتاج عقل انسان جاهل ؟.

/ 120