الذين لجؤوا الى المعارضة - نفحات القرآن جلد 8

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 8

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الذين لجؤوا الى المعارضة

ب . ذكرنا في ما سبق ان المعجرة عبارة عن دعوة الاخرين الى المقابلة بالمثل وعجزهم عن ذلك , وهنا يـتبادر الى الذهن هذا السؤال : من اين يعلم ـ والقرآن قددعا العالمين كافة ـ ان احدا لم يستطع ان ياتي بنظيره على طول التاريخ .

الـجواب واضح , فهذا الموضوع ليس بمسالة هامشية حتى يمكن للتاريخ ان ينساها , بل هي مرتبطة كثيرا بمصير هذه العقيدة المهمة ومصير منافسيها الذين يمتلكون قدرة هائلة ويصرفون سنويا مبالغ ضخمة في محاربة الاسلام ومواجهته ولو كان يقع مثل هذا الامر , لاتخذوا من ذلك وسيلة اعلامية وبوقا دعائيا واسعاومربحا.

وعـلـيـه بنا على المثل المعروف القائل : ((لو كان لبان )) لابد ان يبدو للعيان كل مظهر من مظاهر الـمعارضة والمواجهة في هذا المجال , ولهذا السبب كانت تردبعض الاتهامات على عدة من الافراد الـذيـن قد لا يفكرون في معارضة القرآن اطلاقاواتخذ من ذلك وسيلة دعائية , وهذا يدل بوضوح عـلـى الاصرار الكبير على هذه المسالة من قبل المناوئين ولهذا الامر كانوا يتشبثون بكل الوسائل الممكنة في سبيل الوصول الى مقاصدهم الدنيئة .

الـشـخص الوحيد الذي سجله التاريخ هو (مسيلمة ) المشهور (بالكذاب ) الذي قام بادعا النبوة في عصر النبي (ص ) وعلى ارض (اليمامة ) من منطقة شرق الحجاز.

كـان اسـمـه الحقيقي (مسيلمة بن حبيب ) واظهر دعوته في اواخر حياة النبي الاكرم (ص ) (في السنة العاشرة للهجرة ) وكان يحاول ما وسعه ذلك ان يقلد رسول اللّه (ص ) في كل شي .

ويدعي ان ملكا ينزل عليه اسمه (رحمان ) وياتيه بيات تشابه آيات القرآن .

وقيل : انه طلب من النبي ان يشاركه في النبوة ويوصي بان يقوم مقامه بعدوفاته (ص ) حتى يكف عن المخالفة والعدا.

نـسـتـشف من هذه القرائن والامارات بان ايادي العصبة القبلية كانت ورا ,مسيلمة وتؤيده على هذا العمل وتؤازره .

وكـان اهـل اليمامة يتخذون هذه الوسيلة للقضا على سيادة قريش وحاكمية اهل مكة والمدينة التي تحققت تحت ظل مقام نبوة نبي الاسلام (ص ).

ولهذا السبب كانوا يبحثون عن رجل يثير الشغب ويطلب الرئاسة والمال ,فوجدوا هذه الصفات عند مسيلمة .

الا ان الـحديث الذي ينقل عنه بعنوان المعارضة للقرآن يدل بوضوح ـ فضلا عن كل مامر ـ على انه رجل سخيف , يعتمد السجع في الكلمات من دون ان يهتم بمحتوى كلامه .

من جملة عباراته المضحكة التي نقلت عنه في هذا المجال كتقليد للقرآن , هي هذه الكلمات :.

((والمبذرات بذرا , والحاصدات حصدا , والذاريات قمحا , والطاحنات طحنا ,والعاجنات عجنا , والخابزات خبزا , والثاردات ثردا , واللاقمات لقما , اهالة وسمنا)) ((147)) .

يبدو انه يريد من ورا هذه الجمل المضحكة ان يتحدى آيات سورة العاديات او الذاريات .

يقول القرآن : (والعاديات ضبحا # فالموريات قدحا # فالمغيرات صبحا #فثرن به نقعا # فوسطن به جمعا #ان الانسان لربه لكنود ) انظر الى هذا التفاوت البعيد.

ينقل عنه في عبارة اخرى انه نزلت عليه هذه الايات ((ياضفدع بنت ضفدعين نقي ماتنقين اعلاك في الما واسفلك في الطين لا الما تكدرين ولا الشارب تمنعين )) ((148)) .

وسـائر الاحاديث او بالاصطلاح الايات الاخرى التي نقلت عنه هي على هذه الشاكلة ايضا , بل ان بعضها اسؤ حالا , وبعضها ركيك , فالاعراض عن ذكرهااولى .

يستفاد بوضوح من عباراته التي نقلت عنه انه يولي السجع اهتمامه في جملة فحسب ويرى ذلك كافيا , بـالـضبط على غرار الاشعار التي تنظم في زماننا للاطفال وهي مطالب خاوية ورخيصة تصب من دون معنى مترابط في قوالب شعرية ,ويكتفون بقافتيها فقط.

يذكر المؤرخون : انه كان في عصره امراة معروفة بالكذب اسمها (سجاح على وزن تباه ) , وكانت تـقول العرب : ((فلان اكذب من سجاح )) نظرا لما اشتهر عنهابالكذب وهي من بني تميم , وكانت تـدعـي الـنـبـوة ونزول الوحي ايضا وتبعها ثلة من الناس واخذت هي الاخرى تنشئ الفاظ السجع كمسيلمة .

يقال : ان اتباع هذين الشخصين المتجاورين استعد كل منهما للحرب مع الاخر ,الا ان مسيلمة توسل بـاسـلـوب الحيلة والمكر واختلى بسجاح , وقال لها : هل ترغبين بالزواج مني , فتتحد قبيلتي مع قـبـيلتك ونحمل حملة رجل واحد على العرب ,فرضيت بذلك , ومكثت معه ثلاثة ايام ولما رجعت سـالـهـا افراد قبيلتها عن مهر هذاالزواج , فجات الى مسيلمة وطالبته بالمهر , فامر مسيلمة احد الاشـخـاص بـالـندابين القبيلتين : ان مهر سجاح هو رفع وحذف صلاة الصبح والعشا التين وردتا في شريعة محمد.

وعـنـدما قتل مسيلمة في حرب اليمامة بعد رحلة نبي الاسلام (ص ) على يدقاتل حمزة المعروف (وحشي ) اظهرت هذه المراة الاسلام ((149)) .

ولقد اشتهر هذان الشخصان بالكذب الى درجة بحيث قال احد الشعرا في حقهما :.

  • والت سجاح ووالاها مسيلمة كذابة من بني الدنيا وكذ اب

  • كذابة من بني الدنيا وكذ اب كذابة من بني الدنيا وكذ اب

2 ـ ومـن ضـمن الافراد الذين قاموا بمعارضة القرآن في اواخر حياة النبي هو(الاسود العنسي ) وكـان هو الاخر يكتفي بتلفيق الكلمات في معارضة القرآن وان كانت فارغة من المحتوى , وادعى الـنـبوة في ايام حجة الوداع (في اواخر حياة النبي )ولم تستغرق مدة ادعائه للنبوة اكثر من اربعة اشهر.

وقـد فرض سيطرته على بلاد (البحرين ) و (نجران ) وقسم من بلاد (اليمن )وسواحل (الخليج الفارسي ) وغيرها ومن ثم قتل في اليمن على يد ((فيروز)) الايراني مستعينا بزوجته , ووصلت انبا قتله الى المدينة في حياة رسول اللّه (ص ) ((150)) .

ويـقـال : انـه كـان يعيش في الاماكن المنحطة فكريا وخلقيا , ولهذا السبب تبعه مجموعة من شذاذ الافـاق , وكان يراهن على السجع في كلماته لمعارضة القرآن , كمانقل عن مسيلمة ذلك آنفا الا ان اتباعه سرعان ما اطلعوا على فساد عقيدته وابتعدواعنه .

3 ـ وردت بـعـض الاتـهـامات المفتعلة ايضا الى عدد من الشخصيات بمعارضة القرآن وان لم يثبت تـاريـخـيـا , وقد يكون السبب ورا تلك الاتهامات ان مجموعة من الجهال فسرت قسما من المقاطع الـمـسـجعة لبعض الادبا العرب على ان ها تحدللقرآن الكريم , او ان الاعدا المحتالين ارادوا ان يستغلوا هذا الاحتمال .

ومـن جـمـلتهم : (عبد اللّه بن المقفع ) وهو من الكتاب والادبا المعروفين في القرن الثاني للهجرة عاصر الامام الصادق (ع ) ويقال عنه ا ن ه كان في بداية الامرمسيحيا ثم اسلم بعد ذلك , وكان يمتلك الاحـاطة الكاملة باللغة الفارسية , وترجم الى العربية بعض الكتب من جملتها كتاب (كليلة ودمنة ) وقد اظهر الاسلام بوضوح في المقدمة التي كتبها لهذا الكتاب ولكن يقال : ا ن ه سمع منه احيانا بعض الكلمات الجارحة .

ومـن ثم سلموه الى امير البصرة (سفيان بن معاوية المهلبي ) فقتله بسبب بعض الاختلافات الجانبية بينهما ظاهرا.

ويـقـال : ا ن ه لـمـا اراد سفيان ان يلقيه في التنور قال له : اقتلك وشي علي لانك زنديق قد افسدت عـقائد الناس وعلى اي حال فان عقائده ليست واضحة لنا بدقة ,ولكن المسل م به هو انه لم يدع الى معارضة القرآن , وان كان بعضهم يرى ان كتابه المعروف (بالدرة اليتيمة ) دون لهذا الغرض , ومن حـسـن الـحـظ ان كتابه الانف الذكربين ايدينا وقد طبع عدة مرات ولم تر فيه اية اشارة لمسالة المعارضة للقرآن , ولايعلم ما هو السبب ورا هذه النسبة له ولكتابه .

وعـلى كل حال لا توجد هناك وثيقة تاريخية تدل على معارضته للقرآن , وكتابه المذكور وان دون بصورة ادبية الا انه لا يوجد فيه شي يدل على (تحديه ) للقرآن .

4 ـ مـن ضـمن الاشخاص الذين نسبت اليهم هذه التهمة ايضا : (ابو العلاالمعري ) وهو من الكتاب والـشعرا المعروفين في القرن الخامس للهجرة , وكان رجلا ملحدا , نقل عنه كلام جارح , بحيث لايـمـكن القياس بينه وبين (عبد اللّه بن المقفع ) , الا انه ـ وعلى اي حال ـ لا يوجد بين ايدينا سند تـاريـخـي يـدل عـلى توجهه الى تحدي القرآن , ولعل توجيه مثل هذه النسبة اليه يعزى الى اتهامه بـالالـحـاد وعـدم الـتـدين من جهة , والى كونه اديبا وشاعرا وكاتبا من جهة اخرى , يشهد على ذلك استخفافه بالعبارات المسجعة المذكورة في كتاب (التاج ) لابن الراوندي , اذ يقول بصراحة في (رسالة الغفران ) التي كتبها ردا , على كتاب (التاج ) : بان قوافي وسجعيات ابن الراوندي لاتعدو ان تكون نظير ما يقوله الكهنة نحو : اف وتف وجورب وخف ((151)) .

وعلى هذا الاساس , يرى هو الاخر ان حبك العبارات المسجوعة من دون مضمون ليس لها اية قيمة واهمية .

ومن الجدير بالذكر , انه يمتلك مقالة جيدة بصدد القرآن في رسالة الغفران نفسها تدل على اعترافه بـعـظمة القرآن وشموخ معانيه (وان كان لا يعتبره وحياسماويا) فهو يقول بصراحة : عندما تاتي آية واحدة من القرآن في حديث ما فهي كنجم مضي يتلالا في ليل بهيم .

5 ـ (احمد بن الحسين الكوفي ) الشاعر المعروف بالمتنبي الذي يظهر من اسمه انه كان ادعى النبوة , وقـد كان من ادبا القرن الرابع للهجرة , وهو على جانب كبير من الذوق الشعري , في بداية الامر اعـتـنـق الاسـلام لكنه ادعى النبوة بعد ذلك كما قيل ,ومن الجدير بالذكر ان دعواه هذه كانت في السنة السابعة عشرة من عمره .

جـا فـي حاشية كتاب (اعجاز القرآن ) للرافعي : انه ادعى النبوة في سنة320 هـ وتبعه جمع من (بـني كلب ) , ومن ثم القاه والي حمص في السجن وتفرق عنه اتباعه , فتاب وافرج عنه , ثم انكر هذا الامر بعد ذلك , ومرت مدة من الزمن اصبح فيها مقربا الى (سيف الدولة ) وكلما ذكر في مجلسه ادعـائه لـلـنـبـوة كـان يـنكرذلك , قتل في نهاية الامر على يد (فاتك بن ابي جهل ) بسبب وقوع اختلافات بينه وبين اتباع (عضد الدولة الديلمي ) ((152)) .

6 ـ ومـن ضـمـن الاشـخـاص الـذي فكروا في تحدي القرآن : (احمد بن يحيى )المعروف بابن الـراونـدي , وهـو مـن مـتكلمي المعتزلة , لازم الملحدين والمناوئين للاسلام دائما لانهم كانوا يـلومونه كثيرا , وكان يقول : اريد ان احيط علما بعقائدهم ,ثم تظاهر بالالحاد بعد ذلك ودخل في مـنازعات مع الناس , يقال : ان اباه كان يهودياثم اسلم , لذا قال بعض اليهود لبعض المسلمين : ان ابن الراوندي سيضيع كتابكم كما ضيع والده كتاب اليهود.

وكـتـبـوا عنه : انه لم يستقر على عقيدة معينة , اذ كتب لليهود كتابا في الرد على الاسلام , مقابل اربـعـمائة درهم تحت عنوان (البصيرة ) ولما انتهى منه , انبرى للردعليه , وامتنع عن ذلك مقابل استلامه لمائة درهم .

ويـقال : انه قام بتاليف كتاب , يتحدى به القرآن اسمه (التاج ) الا انه لم تقع في ايدينا نسخة منه الى وقـتنا هذا وهو الكتاب نفسه الذي يقول عنه (ابو العلاالمعري ) : اما تاجه فليس نعلا الا كما قالت الكهنة : اف وتف وجورب وخف ((153)) .

يـسـتنتج بشكل واضح من كل ما قلناه : ا ن احدا لم يعط الجواب المثبت لدعوة القرآن الى المناظرة والـتـحـدي , عـلـى الـرغم من توفر الدواعي لهذا الامر , ابتدا من زمن المشركين العرب واهل الـجـاهـلـية , وانتها بهذا اليوم الذي تخصص فيه القوى الاستكبارية رؤوس اموال ضخمة من اجل الانـقـضـاض على الاسلام والقرآن , ومن الطبيعي انه اذا كان باستطاعتهم ان يعبئوا طاقات الادبا العرب والعلما الاجانب للاتيان بما يماثل القرآن لما ادخروا وسعهم في ذلك .

ومـا نـشـاهد في طول التاريخ من اشخاص كمسيلمة وسجاح مع كل فضائحهمافانهم لم يثبتوا قدما واحدا في هذا وعندئذ سندرك جيدا عدم امكانية هذا الامر ,والا لكان ذلك ذريعة كبرى يتوسل بها اعـدا الاسـلام المعاندون لافشا هذا الامر في كل مكان , وهذا هو معنى الضعف والعجز من تحدي القرآن .

صـور اعجـاز القـران .

نبي الاسلام في القرآن .

رسول الاسلام في القرآن .

الادلة التي تثبت صدق ادعا.

رسول الاسلام .

صـور اعجـاز القـران .

تمهيد :.

يعتقد بعضهم ان اعجاز القرآن يقتصر على جانب الفصاحة والبلاغة فحسب وهي المحسنات اللفظية والمعاني الواضحة : في حين ان اغلب اصحاب الخبرة والمحققين في عصرنا يذهبون الى عدم صحة هذا الكلام , لان جوانب الاعجازالقرآني متنوعة ومتعددة , حتى يمكن القول ا ن نا مع مرور الزمان سنقف على جوانب جديدة من اعجاز القرآن لم تتضح معالمها لنا في الماضي .

ويـمـكـن الـتـعـرف عـلى الجوانب التالية للاعجاز القرآني في وقتنا الحاضر من خلال الشواهد الموجودة في القرآن نفسه :.

1 ـ الاعـجـاز فـي الـفـصاحة والبلاغة وهو ظاهره الحسن وباطنه العميق وبيانه المتين المنز ه وصراحته وقاطعيته وشمولية مفاهيمه , وانسجام الفاظه مع معانيه .

2 ـ الاعجاز في المعارف والاطروحات العقائدية .

3 ـ الاعجاز في طرح المسائل التاريخية .

4 ـ الاعجاز في سن القوانين .

5 ـ الاعجاز في العلوم العصرية والمفاهيم العلمية المجهولة في عصر القرآن .

6 ـ الاعجاز في التنبؤات المستقبلية والاخبار الغيبية .

7 ـ الاعجاز في عدم وجود الاختلاف بين الايات القرآنية التي نزلت طيلة 23عاما بالرغم من تغى رات الظروف للاوضاع الزمانية والمكانية كافة .

ومع هذه الاشارة نعود الى القرآن مرة اخرى لنبحث كل واحدة من الصورالمتقدمة بصورة مستقلة :.

/ 120