5. جـات فـي كـتاب ( اعلام الورى ) و ( بحار الانوار ) حكاية اخرى عن الجاذبية والتاثير الهائل لايات القرآن في نفوس المستمعين . استنادا الى ( بحار الانوار ) ننقل الحكاية بصورة مركزة وكمايلي :. ((قـدم اسعد بن زرارة وذكوان بن عبد قيس في موسم من مواسم العرب وهما من الخزرج , وكان بـيـن الاوس والـخـزرج حرب قد بقوا فيها دهرا طويلا وكانوا لا يضعون السلاح لا بالليل ولا بـالـنهار , وكان آخر حرب بينهم يوم بعاث , وكانت للاوس على الخزرج , فخرج اسعد بن زرارة وذكـوان الى مكة في عمرة رجب يسالون الحلف على الاوس , وكان اسعد بن زرارة صديقا لعتبة بن ربـيـعـة فنزل عليه فقال له : انه كان بيننا وبين قومنا حرب وقد جئنا نطلب الحلف عليهم , فقال له عتبة : بعدت دارنا من داركم , ولنا شغل لا نتفرغ لشي , قال : وما شغلكم وانتم في حرمكم وامنكم ؟ قـال لـه عتبة : خرج فينا رجل يد عي انه رسول اللّه , سف ه احلامنا وسب آلهتنا وافسدشبابنا , وفر ق جماعتنا , فقال له اسعد : من هو منكم ؟ قال ابن عبد اللّه بن عبدالمطلب من اوسطنا شرفا , واعظمنا بيتا , وكان اسعد وذكوان وجميع الاوس والخزرج يسمعون من اليهود الذين كانوا بينهم : النضير وقريظة وقينقاع ان هذا اوان نبي يخرج بمكة يكون مهاجره بالمدينة لنقتلن كم به يا معشر الـعـرب فـلما سمع ذلك اسعد وقع في قلبه ما كان سمع من اليهود , قال : فاين هو ؟ قال : جالس في الحجروانهم لا يخرجون من شعبهم الا في الموسم , فلا تسمع منه ولا تكلمه فانه ساحريسحرك بكلامه . وكـان هذا في وقت محاصرة بني هاشم في الشعب فقال له اسعد : فكيف اصنع وانا معتمر لابد لي ان اطوف بالبيت ؟ قال ضع في اذنيك القطن , فدخل اسعدالمسجد وقد حشا اذنيه بالقطن , فطاف بالبيت ورسـول اللّه جالس في الحجر مع قوم من بني هاشم فنظر اليه نظرة فجازه , فلما كان في الشوط الـثـاني قال في نفسه , مااجد اجهل مني ؟ ايكون مثل هذا الحديث بمكة فلا اتعرفه حتى ارجع الى قـومـي فاخبرهم , ثم اخذ القطن من اذنيه ورمى به , وقال لرسول اللّه : انعم صباحا , فرفع رسول اللّه (ص ) راسه اليه وقال : قد ابدلنا اللّه به ما هو احسن من هذا , تحية اهل الجنة : السلام عليكم , فـقـال له اسعد : ان عهدك بهذا لقريب , الى ما تدعوا يا محمد ؟قال : الى شهادة ان لا اله الا اللّه , واني رسول اللّه , وادعوكم الى (( ان لا تشركوا به شيئاوبالوالدين احسانا ولا تقتلوا اولادكم من امـلاق نـحن نرزقكم واياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم اللّه الا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي احسن حتى يبلغ اشده واوفـوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا الا وسعها واذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد اللّه اوفواذلكم وص اكم به لعلكم تذكرون )). فلما سمع اسعد هذا قال له : اشهد ان لا اله الا اللّه وانك رسول اللّه , يارسول اللّه بابي انت وامي انا من اهل يثرب من الخزرج , وبيننا وبين اخوتنا من الاوس حبال مقطوعة , فان وصلها اللّه بك , ولا اجـد اعـز منك , ومعي رجل من قومي فان دخل في الامر رجوت ان يتمم اللّه لنا امرنا فيك , واللّه يـارسول اللّه لقد كنا نسمع من اليهود خبرك , ويبشروننا بمخرجك , ويخبروننا بصفتك , وارجو ان يـكـون دارنـا دارهجرتك عندنا , فقد اعلمنا اليهود ذلك , فالحمد للّه الذي ساقني اليك , واللّه مـاجئت الا لنطلب الطف على قومنا , وقد آتانا اللّه بافضل مما اتيت له ثم اقبل ذكوان فقال له اسعد : هـذا رسـول اللّه الـذي كـانت اليهود تبشرنا به , وتخبرنا بصفته , فهل م فاسلم ذكوان , ثم قالا : يـارسـول اللّه ابعث معنا رجلا يعلمنا القرآن , ويدعو الناس الى امرك , فقال رسول اللّه لمصعب بن عمير , وكان فتى حدثا مترفا بين ابويه يكرمانه ويفضلانه على اولادهم ولم يخرج من مكة , فلما اسـلـم , جـفاه ابواه , وكان مع رسول اللّه في الشعب حتى تغى ر واصابه الجهد , وامره رسول اللّه بـالـخـروج مـع اسـعـد , وقد كان تعلم من القرآن كثيرا , فخرجا الى المدينة , ومعهما مصعب بن عـمـيـرفـقـدمـوا عـلـى قـومـهـم واخـبـروهم بامر رسول اللّه وخبره , فاجاب من كل بطن الرجل والرجلان ((136)) .