القرآن وخلق العالم - نفحات القرآن جلد 8

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 8

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

القرآن وخلق العالم

2. لـلـقرآن الكريم تعابير متعددة في صدد حدوث العالم , اذ يقول في احدالمواضع : ( ثم استوى الى السما وهي دخان فقال لها وللارض ائتيا طوعا او كرهاقالتا اتينا طائعين ) ((190)) .

وفـي مـوضـع آخـر يـقول : ( اولم ير الذين كفروا ان السمــوات والا رض كانتا رتقاففتقناهما وجعلنا من الما كل شي حي افلا يؤمنون ) ((191)) .

لقد اشير في هاتين الايتين الى ثلاث نكات مهمة في صدد خلق العالم والموجودات الحى ة :.

1 ـ كان العالم في بادئ الامر على شكل غاز وبخار.

2 ـ كان العالم متصلا في البداية ثم فصلت الكرات السماوية عن احداهاالاخرى .

3 ـ بدات خلقة الموجودات الحية من الما.

وهذه هي نفس الامور التي عرفت في هذا اليوم بعنوان النظريات العلمية المسلمة .

ويتقرر توضيح ذلك : بانه بالرغم من وجود فرضيات مختلفة لم تخرج عن حدود الفرضية في صدد كـيفية نشؤ العالم , الا انه نظرا للمطالعات التي اجريت على المجرات والمنظومات التي تتجه نحو التكون والحدوث , بدا من المسلم ان العالم كان على شكل اكوام من الغاز في بادئ الامر نظير الشي المضغوط الذي تنعزل منه قطعاته وتتطاير اوصاله على اثر دورانه حول نفسه , وهذه القطع تبرد شـيـئافـشـيـئا ثم تظهر بشكل مائع او جامد في كثير من الاحيان لتشكل الكرات المسكونة وغير المسكونة .

وبعبارة اخرى تدل مطالعات العلما الفلكيين في مجال السحب , والعوالم البعيدة عن متناول اليد والتي تـاخذ طريقها نحو الاتمام على انهم اخرجوا هذه المسالة وهي كون الدنيا على شكل اكوام من غاز البخار من حيز الفرضية واعتبروهامن النظريات القطعية , وهذا الامر وقع موردا لتاييد المحافل العلمية الدولية .

وكذلك نقرا في بداية الاية الاولى بصراحة بـ(( ان السموات )) الكرات السماوية كانت في بداية الامـر عـلى هيئة دخان وهذه الاية تنسجم مع الاكتشافات العلمية للعلما التي لم تزل حديثة العهد , وفي ذلك دلالة واضحة على الاعجاز العلمي للقرآن الذي يكشف عن الحقيقة التي كانت مجهولة في زمن نزول القرآن بصورة كاملة .

والاية الثانية ايضا تعبر عن حالة الترابط في العالم في بادئ الامر , ومن ثم انفصال اجزاه الاخرى وهـذا ايضا وقع موردا لتاييد المحافل العلمية كاصل من الاصول في يومنا هذا وكذلك الحال بالنسبة الى ظهور الموجودات الحية من ماالبحار في بادئ الامر ـ الاعم من كونها نباتية او حيوانية ـ هي الاخرى تعتبر اليوم من النظريات العلمية المعروفة , وان كان البحث قائما على قدم وساق بين العلما في صدد كيفية التحول والتطور , وظهور الانواع المختلفة للنباتات والحيوانات .

والـقـرآن ايـضـا يفصح عن حقيقة ظهور كافة الموجودات الحية من الما في الاية الثانية المتقدمة الـذكـر , وفضلا عن ذلك تصرح الايات التي تنسب خلقة الانسان الى التراب , بان هذا التراب كان ممتزجا مع الما على هيئة طين .

ونقرا ايضا في الاية ((45)) من سورة النور : ( واللّه خلق كل دابة من ما ).

وللمفسرين احاديث مطولة في صدد (( الرتق )) و (( الفتق )) المستعملتان في الاية الثانية والتي هي في الاصل بمعنى (( الاتصال )) و ((((الانفصال )).

اخـتار البعض المعنى المتقدم , وهو السما والارض كانت على هيئة اكوام عظيمة من البخار والغاز المحرق , وتجزات شيئا شيئا على اثر الانفجارات الداخلية وحركتها حول نفسها , ومن ثم ظهرت الكواكب والنجوم , من جملتها المنظومة الشمسية .

ويـرى الـبـعض الاخر ان ذلك اشارة الى الوحدة النوعية في مواد العالم , بحيث كانت متداخلة في بـدايـة الامر بحيث ظهرت على هيئة مادة واحدة , لكنه انفصلت هذه المواد احداها عن الاخرى , وتشكلت مع مرور الزمان تركيبات جديدة .

وذهب جمع آخر ايضا الى ان ذلك اشارة الى عدم نزول المطر ونمو النباتات من الارض , بمعنى ان الـسـما كانت في بداية الامر متصلة مع بعضها الاخر , ولم يكن ينزل المطر , والارض ايضا كانت متصلة مع بعضها الاخر , فلم يكن ينموالنبات , ثم بامر من اللّه تعالى انفجرت السما ونزل المطر , وتفتحت الارض فنمت النباتات .

وقد اشارت الى المعنى الاخير روايات متعددة من طريق اهل البيت (ع ),وكذلك قسم من الروايات الـواردة من طريق العامة ((192)) , في حين تتضمن بعض الروايات الاخرى الاشارة الى المعنى الاول ((193)) وتـبدو الاشارة الى هذا الاتصال ايضا في الخطبة الاولى من نهج البلاغة وفي كل الاحوال ينسجم ظاهر الاية مع التفسير الاول , علاوة على عدم وجود مانع من الجمع بين التفاسير المتقدمة , فمن الممكن الجمع بين كل من المعاني الثلاثة في المفهوم الجامع للاية .

ومـما يسترعي الانتباه هو قول اللّه تعالى في الاية ( 27 ـ 32 ) من سورة النازعات : ( انتم اشد خلقا ام السما بنـيـها والارض بعد ذلك دحـيها # اخرج منها ماها ومرعـيها # والجبال ارسـيها ).

وتـدل هـذه الايـات بوضوح ايضا على كون السما مخلوقة قبل الارض , ثم ان ظهور الما والنباتات والجبال كان بعد الانتها منها.

وبـنـا عـلـى ذلك , يكون هذا الامر هو الشي الذي يؤكد عليه العلم الحديث ,وهو يرى ان الارض وجـدت بـعد وجود الشمس , ويعتبر ظهور الما من سطح الارض , ومن ثم النباتات وكذلك ظهور الجبال بعد خلق الارض .

/ 120