فـي الايـة الاولى (الاحزاب ـ 40) اشارة الى قصة (زيد) الذي كان يسمى ابن النبي (ص ) بالتبني وتـزوج الـنبي بزوجته المطلقة حتى يحطم السنة المغلوطة لـ(الابن بالتبني ) حتى لا تبقى المراة التي زوجت لزيد عن طريق النبي (ص )وانفصلت عنه اثر عدم التفاهم , بدون معيل , تقول : (ما كان محمد ابا احد من رجالكم ) ثم تضيف : (ولكن رسول اللّه وخاتم النبيين ). وفي الحقيقة تنفي الاية في بدايتها نسبة الابوة والبنوة الجسمية والنسبية عنه بشكل كامل , ولكنها فـي الـجـملة التالية تثبت له الرابطة المعنوية المتاتية من مقام النبوة والخاتمية , اي انه ليس ابيكم الـجـسدي , بل هو ابيكم الروحي ,وابي كل الاجيال اللاحقة حتى نهاية الدنيا , واذا نقل في بعض الروايات عن النبي (ص ) قوله : (انا وعلي ابوا هذه الامة ) فهو ايضا اشارة الى نفس الابوة الروحية التي تنبع من التعليم والتربية والقيادة . ويـجـب الالـتـفـات الى ان للنبي (ص ) عدة اولاد نسبيين باسما (القاسم ) ,(الطيب ) , (الطاهر) , و(ابـراهـيـم ) ورحـلـوا جـمـيـعـهـم عـن هـذا العالم قبل البلوغ ولهذا السبب لم تسميهم الاية (رجال ) ((365)) . ضمنا هناك رابطة اخرى بين مسالة ختم النبوة فقد الولد وهي ان الكثير من اولاد الانبيا كانوا انبيا ايـضـا , ولان النبي (ص ) لا ابن له لم يبق اي مجال للتوهم بان سيكون بعده نبي آخر وعلى هذا فان فقدان الولد هي اشارة الى ختم النبوة . ويقول في آخر الاية (وكان اللّه بكل شي عليما). ووضع تحت تصرف هذا النبي الخاتم ماكان لازما من معارف وعلوم ومسائل الاصول والفروع . وقد ابدي الاحتمال في ربط بداية الاية بنهايتها ففى بدايتها نفى عن النبي (ص ) ابوته الجسمية لامته , ولـذا سـيـظهر هذا السؤال وهو : اذا كان بهذاالشكل فلماذا لايحق لامته ان يتزوجون زوجات الـنـبي (ص ) من بعده ؟ وفي الجواب على ذلك يقول (انه رسول اللّه (ص ) بالاضافة الى كونه خاتم انبيائه وافضلهم , ولهذا السبب فان حفظ حرمته واجب وترك الزواج من ازواجه بعدوفاته هو جز من هذه الحرمة ) ((366)) .