عروة الوثقی جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عروة الوثقی - جلد 2

السید محمدکاظم الیزدی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



بشيء عند افتتاح سفره ، و يستحب كونها عند وضع الرجل في الركاب خصوصا إذا صادف المنحوسة أو المتطير بها من الايام و الاحوال ، ففى المستفيضة : رفع نحوستها بها ، و ليشترى السلامة من الله بما يتيسر له ، و يستحب أن يقول عند التصدق : " أللهم إنى اشتريت بهده الصدقة سلامة سفري ، أللهم احفظنى و أحفظ ما معي ، و سلمني و سلم ما معي ، و بلغنى و بلغ ما معي ببلاغك الحسن الجميل " .

رابعها : الوصية عند الخروج لا سيما بالحقوق الواجبة .

خامسها : توديع العيال بأن يجعلهم وديعة عند ربه ، و يجعله خليفة عليهم ، و ذلك بعد ركعتين أو أربع يركعها عند إرادة الخروج و يقول : " أللهم إنى استودعك نفسى و أهلي و مالي و ذريتي و دنياى و آخرتي و أمانتى و خاتمة عملي " فعن الصادق عليه السلام : ما استخلف رجل على أهله بخلافة أفضل منها ، و لم يدع بذلك الدعاء إلا اعطاه عز و جل ما سأل .

سادسها : إعلام إخوانه بسفره ، فعن النبي صلى الله عليه و آله : حق على المسلم إذا أراد سفرا أن يعلم إخوانه ، و حق على إخوانه إذا قدم أن يأتوه .

" سابعها " : العمل بالمأثورات من قراءة السؤر و الآيات و الادعية عند باب داره ، و ذكر الله و التسمية و التحميد و شكره عند الركوب ، و الاستواء على الظهر ، و الاشراف و النزول ، و كل انتقال و تبدل حال ، فعن الصادق عليه السلام كان رسول الله صلى الله عليه و آله في سفره إذا هبط سبح ، و إذا صعد كبر و عن النبي صلى الله عليه و آله من ركب و سمى ردفه ملك يحفظه ، و من ركب و لم يسم ردفه شيطان يمنيه حتى ينزل .

" و منها " قراءة القدر للسلامة حين يسافر ، أو يخرج من منزله ، أو يركب دابته ، و آية الكرسي و السخرة و المعوذتين و التوحيد و الفاتحة و التسمية و ذكر الله في كل حال من الاحوال " و منها " ما عن ابى الحسن عليه السلام أنه يقوم على باب داره تلقاء ما يتوجه له ، و يقرأ الحمد و المعوذتين و التوحيد و آية الكرسي أمامه و عن يمينه و عن شماله ، و يقول : " أللهم احفظنى و احفظ ما معي و بلغنى و بلغ ما معي ببلاغك الحسن الجميل " يحفظ و يبلغ و يسلم هو و ما معه " و منها " ما عن الرضا عليه السلام إذا خرجت من منزلك في سفر أو حضر فقل : " بسم الله و بالله توكلت على الله ، ما شاء الله لا حول و لا قوة إلا بالله " تضرب به الملائكة وجوه الشياطين ، و تقول : ما سبيلكم عليه و قد سمى الله و آمن به و تؤكل عليه .

" و منها " ما كان الصادق عليه السلام يقول إذا وضع رجله في الركاب : " سبحان الذي سخر لنا هذا و ما كنا له مقرنين " و يسبح الله سبعا ، و يحمده سبعا .

و يهلله سبعا ، و عن زين العابدين عليه السلام أنه لو حج رجل ماشيا و قرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر ما وجد ألم المشي .

و قال : ما قرأه أحد حين يركب دابة إلا نزل منها سالما مغفورا له ، و لقاريها أثقل على الدواب من

الحديد و عن أبى جعفر عليه السلام لو كان شيء يسبق القدر لقلت : قاري إنا أنزلناه في ليلة القدر حين يسافر ، أو يخرج من منزله ، و المتكفل لبقية المأثور منها على كثرتها ، الكتب المعدة لها ، و فى وصية النبي صلى الله عليه و آله : يا علي إذا أردت مدينة أو قرية فقل حين تعاينها : أللهم إنى أسألك خيرها ، و أعوذ بك من شرها أللهم حببنا إلى أهلها ، و حبب صالحي أهلها إلينا .

و عنه صلى الله عليه و آله يا علي إذا نزلت منزلا فقل : أللهم أنزلني منزلا مباركا و أنت خير المنزلين ترزق خيره و يدفع عنك شره ، و ينبغي له زيادة الاعتماد و الانقطاع إلى الله سبحانه ، و قراءة ما يتعلق بالحفظ من الآيات و الدعوات و قراءة ما يناسب ذلك كقوله تعالى : " كلا إن معي ربي سيهدين " و قوله تعالى : " إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا " و دعاء التوجه ، و كلمات الفرج و نحو ذلك ، و عن النبي صلى الله عليه و آله يسبح تسبيح الزهراء و يقرأ آية الكرسي عندها يأخذ مضجعه في السفر ، يكون محفوظا من كل شيء حتى يصبح .

" ثامنها " التحنك بإدارة طرف العمامة تحت حنكه ، ففى المستفيضة عن الصادق عليهما السلام الضمان لمن خرج من بيته معتما تحت حنكه أن يرجع إليه سالما ، و أن لا يصيبه السرق و لا الغرق و لا الحرق .

تاسعها : استصحاب عصا من اللوز المر ة فعنه : من أراد أن تطوى له الارض فليتخذ النقد من العصا ، و النقد : عصا لوز مر ، و فيه نفى للفقر ، و أمان من الوحشة و الضوارى و ذوات الحمة ، و ليصحب شيئا من طين الحسين عليه السلام ليكون له شفاء من كل داء و أمانا من كل خوف ، و يستصحب خاتما من عقيق أصفر مكتوب على أحد جانبيه : " ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، استغفر الله " و على الجانب الآخر : " محمد و علي " و خاتما من فيروزج مكتوب على أحد جانبيه : " الله الملك " و على الجانب الآخر : " الملك لله الواحد القهار " .

عاشرها : اتخاذ الرفقة في السفر ، ففى المستفيضة الامر بها ، و النهى الاكيد عن الوحدة ، ففى وصية النبي صلى الله عليه و آله لعلي عليه السلام لا تخرج في سفر وحدك .

فإن الشيطان مع الواحد ، و هو من الاثنين أبعد ، و لعن ثلاثة : الآكل زاده وحده ، و النائم في بيت وحده ، و الراكب في الفلاة وحده ، و قال : شر الناس من سافر وحده ، و منع رفده ، و ضرب عبده .

و أحب الصحابة إلى الله أربعة ، و ما زاد على سبعة إلا كثر لغطهم ، اى تشاجرهم ، و من اضطر إلى السفر وحده فليقل : " ما شاء الله لا حول و لا قوع إلا بالله ، أللهم آمن وحشتي ، و أعني على وحدتي ، وأد غيبتي " و ينبغي أن يرافق مثله في الانفاق ، و يكره مصاحبته دونه أو فوقه في ذلك ، و أن يصحب من يتزين به ، و لا يصحب من يكون زينته له ، و يستحب معاونة أصحابه و خدمتهم ، و عدم الاختلاف معهم ، و ترك التقدم على رفيقه في الطريق

الحاديعشر : استصحاب السفرة و التنوق فيها ، و تطييب الزاد و التوسعة فيه ، لا سيما في سفر الحج ، و عن الصادق عليه السلام " إن من المروة في السفر كثرة الزاد و طيبه ، و بذله لمن كان معك " نعم يكره التنوق في سفر زيارة الحسين عليه السلام بل يقتصر فيه على الخبز و اللبن لمن قرب من مشهده ، كأهل العراق ، لا مطلقا في الاظهر ، فعن الصادق عليه السلام بلغني أن قوما إذا زاروا الحسين عليه السلام حملوا معهم السفرة فيها الجداء و الاخبصة و أشباهه ، و لو زاروا قبور آبائهم ما حملوا معهم هذا ، و في آخر : تالله إن أحدكم ليذهب إلى قبر أبيه كئيبا حزينا ، و تأتونه أنتم بالسفر ، كلا حتى تأتونه شعثا غبرا .

الثاني عشر : حسن التخلق مع صحبه و رفقته ، فعن الباقر عليه السلام : " ما يعبأ بمن يؤم هذا البيت إذا لم يكن فيه ثلاث خصال : خلق يخالق به من صحبه ، أو حلم يملك به غضبه ، أو ورع يحجزه عن معاصي الله " و في المستفيضة : " المروة في السفر ببذل الزاد ، و حسن الخلق و المزاح في المعاصي " و فى بعضها : " قلة الخلاف على من صحبك ، و ترك الرواية عليهم إذا أنت فارقتهم " و عن الصادق عليه السلام " ليس من المروة أن يحدث الرجل بما يتفق في السفر من خير أو شر " و عنه عليه السلام وطن نفسك على حسن الصحابة لمن صحبت في حسن خلقك ، وكف لسانك و اكظم غيظك ، و أقل لغوك ، و تفرش عفوك ، و تسخى نفسك " .

الثالث عشر : استصحاب جميع ما يحتاج إليه من السلاح و الالات و الادوية ، كما في ذيل ما يأتى من وصايا لقمان لابنه و ليعمل بجميع ما في تلك الوصية .

الرابع عشر : اقامة رفقاء المريض لاجله ثلاثا ، فعن النبي صلى الله عليه و آله إذا كنت في سفر و مرض أحدكم فأقيموا عليه ثلاثة أيام ، و عن الصادق عليه السلام حق المسافر أن يقيم عليه أصحابه إذا مرض ثلاثا .

الخامس عشر : رعاية حقوق دابته ، فعن الصادق عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه و آله : للدابة على صاحبها خصال : يبدأ بعلفها إذا نزل و يعرض عليها الماء إذا مر به ، و لا يضرب وجهها فإنها تسبح بحمد ربها ، و لا يقف على ظهرها إلا سبيل الله ، و لا يحملها فوق طاقتها ، و لا يكلفها من المشي إلا ما يطيق ، و في آخر : و لا تتوركوا على الدواب و لا تتخذوا ظهورها مجالس .

و فى آخر : " و لا يضربها على النفار ، و يضربها على العثار ، فإنها ترى ما لا ترون " و يكره التعرس على ظهر الطريق ، و النزول في بطون الاودية ، و الاسراع في السير ، و جعل المنزلين منزلا إلا في أرض جدبة ، و أن يطرق أهله ليلا حتى يعلمهم ، و يستحب إسراع عوده إليهم ، و أن يستصحب هدية لهم إذا رجع إليهم ، و عن الصادق عليه السلام " إذا سافر أحدكم فقدم من سفره فليأت أهله بما تيسر و لو بحجر " الخبر ، و يكره ركوب البحر في هيجانه ، و عن أبى جعفر عليه السلام إذا اضطرب بك البحر فإنك على

جانبك الايمن و قل : " بسم الله أسكن بسكينة الله ، وقر بقرار ؟ الله و اهدأ باذن الله و لا حول و لا قوة إلا بالله " و لينادى إذا ضل في طريق البر : " يا أبا صالح أرشدونا رحمكم الله " و فى طريق البحر : " يا حمزة " و إذا بات في أرض قفر فليقل : " إن ربكم الله الذي خلق السماوات و الارض " إلى قوله : " تبارك الله رب العالمين " و ينبغي للماشي أن ينسل في مشيه ، أى يسرع ، فعن الصادق عليه السلام " سيروا و انسلوا فإنه أخف عنكم " و جاءت المشاة إلى النبي صلى الله عليه و آله فشكوا إليه الاعياء ، فقال : عليكم بالنسلان ، ففعلوا فذهب عنهم الاعياء .

و أن يقرأ سورة القدر لئلا يجد ألم المشي كما مر عن السجاد عليه السلام و عن رسول الله صلى الله عليه و آله " زاد المسافر الحذا و الشعر ما كان منه ليس فيه خناء " و في نسخة " جفاء " و في أخرى " حنان " و ليختر وقت النزول من بقاع الارض أحسنها لونا ، و ألينها تربة ، و أكثرها عشبا ، هذه جملة ما على المسافر ، و أما أهله و رفقته فيستحب لهم تشييع المسافر و توديعه و إعانته و الدعاء له بالسهولة و السلامة ، و قضاء المارب عند وداعه ، قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : " من أعان مؤمنا مسافرا فرج الله عنه ثلاثا و سبعين كربة ، و أجاره في الدنيا و الاخرة من الغم و الهم ، و نفس كربه العظيم يوم يعض الناس بأنفاسهم " و كان رسول الله صلى الله عليه و آله إذا ودع المؤمنين قال : " زودكم الله التقوي ، و وجهكم إلى كل خير ، و قضا لكم كل حاجة و سلم لكم دينكم و دنياكم ، وردكم سالمين إلى سالمين " و فى آخر : " كان إذا ودع مسافرا أخذ بيده ثم قال : أحسن لك الصحابة ، و أكمل لك المعونة ، و سهل لك الحزونة و قرب لك البعيد ، و استودع الله نفسك ، سر على بركة الله عز و جل " و ينبغي أن يقرأ في أذنه : " إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى إلى معاد إنشاء الله " ثم يؤذن خلفه و ليقم كما هو المشهور عملا ، و ينبغي رعاية حقه في أهله و عياله و حسن الخلافة فيهم ، لا سيما مسافر الحج ، فعن الباقر عليه السلام " من خلف حاجا بخير كان لهآ كأجره كأنه يستلم الاحجار " و أن يوقر القادم من الحج ، فعن الباقر عليه السلام " وقروا الحج و المعتمر فإن ذلك واجب عليكم " و كان على بن الحسين عليه السلام يقول : " يا معشر من لم يحج استبشروا بالحاج و صافحوهم و عظموهم ، فإن ذلك يجب عليكم تشاركوهم في الاجر " و كان رسول الله صلى الله عليه و آله يقول للقادم من مكة : " قبل الله منك ، و أخلف عليك نفقتك ، و غفر ذنبك " و لنتبرك بختم المقام بخير خبر تكفل مكارم أخلاق السفر بل و الحضر ، فعن الصادق عليه السلام قال : " قال لقمان لابنه : يا بني إذا سافرت مع قوم فأكثر استشارتهم في أمرك و أمورهم و أكثر التبسم

في وجوههم ، و كن كريما على زادك ، و إذا دعوك فأجبهم ، و إذا استعانوا بك فأعنهم ، و استعمل طول الصمت ، و كثرة الصلاة و سخاء النفس بما معك من دابة أو ماء أو زاد ، و إذا استشهدوك على الحق فاشهد لهم و اجهد رأيك لهم إذا استشاروك ثم لا تعزم حتى تتثبت و تنظر ، و لا تجب في مشورة حتى تقوم فيها و تقعد و تنام و تأكل و تضع و أنت مستعمل فكرتك و حكمتك في مشورتك فإن من لم يمحض النصح لمن استشاره سلبه الله رأيه ، و نزع منه الامانة ، و إذا رأيت أصحابك يمشون فامش معهم ، و إذا رأيتهم يعملون فاعمل معهم ، إذا تصدقوا أو أعطوا قرضا فأعط معهم ، و اسمع لمن هو أكبر منك سنا ، و إذا أمروك بأمر و سألوك شيئا فقل : نعم ، و لا تقل : لا فإنها عى و لؤم ، و إذا تحيرتم في الطريق فانزلوا و إذا شككتم في القصد فقفوا أو تؤامروا ، و إذا رأيتم شخصا واحدا فلا تسألوه عن طريقكم و لا تسترشدوه ، فإن الشخص الواحد في الفلات مريب ، لعله يكون عين اللصوص ، أو يكون هو الشيطان الذي حيركم ، و احذروا الشخصين ايضا إلا أن ترون ما لا أرى ، فإن العاقل إذا أبصر بعينه شيئا عرف الحق منه ، و الشاهد يرى ما لا يرى الغائب با بني إذا جاء وقت الصلاة فلا تؤخرها لشيء ، صلها و استرح منها ، فإنها دين ، وصل في جماعة و لو على رأس زج ، و لا تنامن على دابتك ، فإن ذلك سريع في دبرها ، و ليس ذلك من فعل الحكماء إلا أن تكون في محمل يمكنك التمدد لاسترخاء المفاصل ، و إذا قربت من المنزل فانزل عن دابتك و ابدأ بعلفها ، فإنها نفسك ، و إذا أردتم النزول فعليكم من بقاع الارض بأحسنها لونا ، و ألينها تربة ، و أكثرها عشبا ، و إن نزلت فصل ركعتين قبل أن تجلس ، و إذا أردت قضأ حاجتك فابعد المذهب في الارض ، و إذا ارتحلت فصل ركعتين ، ثم ودع الارض التي حللت بها ، و سلم عليها و على أهلها ، فإن لكل بقعة أهلا من الملائكة ، فإن استطعت أن لا تأكل طعاما حتى تبدأ و تصدق منه فافعل ، و عليك بقراءة كتاب الله ما دمت راكبا ، و عليك بالتسبيح ما دمت عاملا عملا ، و عليك بالدعاء ما دمت خاليا و إياك و السير في أول الليل ، و سر في آخره ، و إياك و رفع الصوت ، يا بني سافر بسيفك و خفك و عمامتك و حبالك و سقائك و خيوطك و مخرزك ، و تزود معك من الادوية فانتقع به أنت و من معك ، و كن لاصحابك موافقا إلا في معصية الله عز و جل " .

هذا ما يتعلق بكلي السفر ، و يختص سفر الحج بأمور أخر : " منها " اختيار المشي فيه على الركوب على الارجح بل الحفاء على الانتعال إلا أن يضعفه عن العبادة ، أو كان لمجرد تقليل النفقة ، و عليهما يحمل ما يستظهر منها أفضلية الركوب ، و روى ما تقرب العبد إلى اله عز و جل بشيء

أحب إليه من المشي إلى بيته الحرام على القدمين و إن كان الحجة الواحدة تعدل سبعين حجة ، و ما عبد الله بشيء مثل الصمت و المشي إلى بيته .

" و منها " : أن تكون نفقة الحج و العمرة حلالا طيبا ، فعنهم عليهم السلام إنا أهل بيت حج صرورتنا و مهور نسائنا و أكفاننا من طهور أموالنا .

و عنهم عليهم السلام من حج بمال حرام نودى عند التلبية : لا لبيك عبدي و لا سعديك و عن الباقر عليه السلام : من أصاب ما لا من أربع لم يقبل منه في أربع : من أصاب ما لا من غلول أو رباء أو خيانة أو سرقة لم يقبل منه في زكاة و لا صدقة و لا حج و لا عمرة .

و " منها " : استحباب نية العود إلى الحج عند الخروج من مكة ، و كراهة نية عدم العود ، فعن النبي صلى الله عليه و آله من رجع من مكة و هو ينوى الحج من قابل زيد في عمره ، و من خرج من مكة و لا يريد العود إليها فقد إقترب أجله ودنا عذابه ، و عن الصادق عليه السلام مثله مستفيضا ، و قال لعيسى ابن أبى منصور : يا عيسى إنى أحب أن يراك الله فيما بين الحج إلى الحج و أنت تتهيأ للحج : " و منها " : أن لا يخرج من الحرمين الشريفين بعد ارتفاع النهار إلا بعد أداء الفرضين بهما .

" و منها " البدءة بزيارة النبي صلى الله عليه و آله لمن حج على طريق العراق .

" و منها " أن لا يحج و لا يعتمر على الابل الجلالة و لكن لا يبعد اختصاص الكراهة بأداء المناسك عليها ، و لا يسرى إلى ما يسار عليها من البلاد البعيدة في الطريق ، و من أهم ما ينبغى رعايته في هذا السفر احتسابه من سفر آخرته بالمحافظة على تصحيح النية ، و إخلاص السريرة ، و أداء حقيقة القربة ، و التجنب عن الرياء و التجرد عن حب المدح و الثناء ، و أن لا يجعل سفره هذا على ما عليه كثير من مترفى عصرنا من جعله وسيلة للرفعة و الافتخار ، بل وصلة إلى التجارة و الانتشار و مشاهدة البلدان و تصفح الامصار و أن يراعى أسراره الخفية و دقائقه الجلية كما يفصح عن ذلك ما أشار إليه بعض الاعلام : ان الله تعالى سن الحج و وضعه على عباده إظهارا لجلاله و كبريائه ، و علو شأنه و عظم سلطانه ، و إعلانا لرق الناس و عبوديتهم و ذلهم و استكانتهم ، و قد عاملهم في ذلك معاملة السلاطين لرعاياهم ، و الملاك لمماليكهم ، يستذلونهم بالوقوف على باب بعد باب و اللبث في حجاب بعد حجاب ، و إن الله تعالى قد شرف البيت الحرام و أضافه إلى نفسه ، و اصطفاه لقدسه ، و جعله قياما للعباد ، و مقصدا يؤم من جميع البلاد ، و جعل ما حوله حرما ، و جعل الحرم آمنا ، و جعل فيه ميدانا و مجالا و جعل له في الحل شبيها و مثالا ، فوضعه على مثال حضرة الملوك و السلاطين ، ثم أذن في الناس بالحج ليأتوه رجالا و ركبانا من كل فج ، و امره بالاحرام و تغيير الهيئة و اللباس شعثا غبرا متواضعين مستكينين ، رافعين أصواتهم بالتلبية ، و إجابة الدعوة ،

حتى إذا أتوه كذلك حجبهم عن الدخول ، و أوقفهم في حجبه يدعونه و يتضرعون إليه حتى إذا طال تضرعهم و استكانتهم و رجموا شياطينهم بجمارهم ، و خلعوا طاعة الشيطان من رقابهم أذن لهم بتقريب قربانهم و قضاء تفثهم ، ليطهروا من الذنوب التي كانت هى الحجاب بينهم و بينه ، و ليزوروا البيت على طهارة منهم ، ثم يعيدهم فيه بما يظهر معه كمال الرق و كنه العبودية ، فجعلهم تارة يطوفون فيه ، و يتعلقون بأستاره ، و يلوذون بأركانه ، و اخرى يسعون بين يديه مشيا وعدوا ، ليتبين لهم عز الربوبية ، و ذل العبودية ، و ليعرفوا أنفسهم ، و يضع الكبر من رؤوسهم ، و يجعل نير الخضوع في أعناقهم ، و يستشعروا شعار المذلة ، و ينزعوا ملابس الفخر و العزة و هذا من أعظم فوائد الحج ، مضافا إلى ما فيه من التذكر بالاحرام و الوقوف في المشاعر العظام لاحوال المحشر ، و أهوال يوم القيامة ، إذ الحج هو الحشر الاصغر ، و إحرام الناس و تلبيتهم و حشرهم إلى المواقف و وقوفهم بها والهين متضرعين راجعين إلى الفلاح أو الخيبة و الشقاء أشبه شيء بخروج الناس من أجدائهم ، و توشحهم بأكفانهم ، و استغاثتهم من ذنوبهم ، و حشرهم إلى صعيد واحد إلى نعيم أو عذاب إليم ، بل حركات الحاج في طوافهم و سعيهم و رجوعهم و عودهم يشبه أطوار الخائف الوجل و المضطرب المدهوش الطالب ملجأ و مفزعا نحو أهل المحشر في أحوالهم و أطوارهم ، فبحلول هذه المشاعر و الجبال و الشعب و التلال ولدى وقوفه بمواقفه العظام يهون ما بأمامه من أهوال يوم القيامة من عظائم يوم المحشر ، و شدائد النشر ، عصمنا الله و جميع المؤمنين ، و رزقنا فوزه يوم الدين ، آمين رب العالمين ( وصلى الله على محمد و آله الطاهرين )




/ 129