حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
لا يوجب تشنيعا و لا قدحا. و جميع تلكالمسائل- التي جعلوها مناط الفرق- من هذاالقبيل كما لا يخفى على من خاض بحارالتحصيل، فانا نرى كلا من المجتهدين والأخباريين يختلفون في آحاد المسائل بلربما خالف أحدهم نفسه، مع انه لا يوجبتشنيعا و لا قدحا. و قد ذهب رئيسالأخباريين الصدوق (رحمه الله تعالى) الىمذاهب غريبة لم يوافقه عليها مجتهد و لاإخباري، مع انه لم يقدح ذلك في علمه و فضله. و لم يرتفع صيت هذا الخلاف و لا وقوع هذاالاعتساف إلا من زمن صاحب الفوائد المدنيةسامحه الله تعالى برحمته المرضية، فإنه قدجرد لسان التشنيع على الأصحاب و أسهب فيذلك اي إسهاب، و أكثر من التعصبات التي لاتليق بمثله من العلماء الأطياب. و هو و انأصاب الصواب في جملة من المسائل التيذكرها في ذلك الكتاب، إلا انها لا تخرج عماذكرنا من سائر الاختلافات و دخولها فيماذكرنا من التوجيهات. و كان الأنسب بمثلهحملهم على محامل السداد و الرشاد ان لم يجدما يدفع به عن كلامهم الفساد، فإنهم (رضوانالله عليهم) لم يألوا جهدا في إقامة الدينو احياء سنة المرسلين، و لا سيما آية الله(العلامة) الذي قد أكثر من الطعن عليه والملامة، فإنه بما ألزم به علماء الخصوم والمخالفين- من الحجج القاطعة و البراهين،حتى آمن بسببه الجم الغفير، و دخل في هذاالدين الكبير و الصغير و الشريف و الحقير،و صنف من الكتب المشتملة على غوامضالتحقيقات و دقائق التدقيقات، حتى ان منتأخر عنه لم يلتقط إلا من درر نثاره و لميغترف إلا من زاخر بحاره- قد صار له- مناليد العليا عليه و على غيره من علماءالفرقة الناجية- ما يستحق به الثناءالجميل و مزيد التعظيم و التبجيل، لا الذمو النسبة إلى تخريب الدين كما اجترأ بهقلمه عليه (قدس سره) و على غيره منالمجتهدين. و لنشرع الآن في المقصود متوكلين علىالملك المعبود و مفيض الخير و الجود،فنقول و به سبحانه الثقة لإدراك كل مأمول: