حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
العيون في تصحيحها و ذابت الأبدان فيتنقيحها، و قطعوا في تحصيلها من معادنهاالبلدان، و هجروا في تنقيتها الأولاد والنسوان، كما لا يخفى على من تتبع السير والأخبار، و طالع الكتب المدونة في تلكالآثار، فان المستفاد منها- على وجه لايزاحمه الريب و لا يداخله القدح و العيب-انه كان دأب قدماء أصحابنا المعاصرين لهم(عليهم السلام) الى وقت المحمدين الثلاثةفي مدة تزيد على ثلثمائة سنة ضبط الأحاديثو تدوينها في مجالس الأئمة، و المسارعةإلى إثبات ما يسمعونه خوفا من تطرق السهو والنسيان، و عرض ذلك عليهم، و قد صنفوا تلكالأصول الأربعمائة المنقولة كلها مناجوبتهم (عليهم السلام) و انهم ما كانوايستحلون رواية ما لم يجزموا بصحته، و قدروي أنه عرض على الصادق (ع) كتاب عبيد اللهبن علي الحلبي فاستحسنه و صححه، و علىالعسكري (ع) كتاب يونس بن عبد الرحمن و كتابالفضل بن شاذان فاثنى عليهما، و كانوا(عليهم السلام) يوقفون شيعتهم على أحوالأولئك الكذابين، و يأمرونهم بمجانبتهم، وعرض ما يرد من جهتهم على الكتاب العزيز والسنة النبوية و ترك ما خالفهما. فروى الثقة الجليل أبو عمرو الكشي في كتابالرجال بإسناده عن محمد ابن عيسى بن عبيدعن يونس بن عبد الرحمن: ان بعض أصحابناسأله و أنا حاضر فقال: يا أبا محمد ما أشدك في الحديث و أكثرإنكارك لما يرويه أصحابنا، فما الذي يحملكعلى رد الحديث؟ فقال: حدثني هشام بن الحكمانه سمع أبا عبد الله (ع) يقول: «لا تقبلوا علينا حديثا إلا ما وافقالقرآن و السنة أو تجدون معه شاهدا منأحاديثنا المتقدمة، فإن المغيرة بن سعيد(لعنه الله) دس في كتب أبي أحاديث لم يحدثبها أبي، فاتقوا الله و لا تقبلوا علينا ماخالف قول ربنا و سنة نبينا صلّى الله عليهوآله» قال يونس: وافيت العراق فوجدت بهاقطعة من أصحاب أبي جعفر و وجدت أصحاب