حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
و عرفهم» «و ان الايمان درجات فلا ينبغيلصاحب الدرجة العالية أن يبرأ من صاحبالدرجة السافلة و لا يوبخه عليها» و حينئذفتكليف ضعفة العقول ليس كتكليف كامليها، ومما يؤكد ذلك انه قد ورد في أخبارنا انالمستضعفين من المخالفين ممن يرجى لهمالفوز بالجنة، و ان دل ظاهر الآية الشريفةعلى انهم من المرجئين لأمر الله، إلا انظاهر جملة من الأخبار ان عاقبة أمرهم إلىالجنة، بل قال شيخنا المجلسي (عطر اللهمرقده) على ما نقله عنه السيد نعمة اللهالجزائري (رحمه الله) في بعض فوائده: «أنالمستضعفين- من الكفار ممن لم تقم عليهالحجة من عوامهم و من بعد عن بلاد الإسلام-ممن يرجى لهم النجاة» قال السيد نعمة اللهبعد نقل ذلك عنه: «و هذا القول و ان لم يوافقه عليه الأكثرإلا انه غير بعيد من تتبع موارد الاخبار»انتهى. و حينئذ فلو أوقع أحد هؤلاء العبادةالتي أخذها من آبائه و اسلافه، معتقدا انهذا هو أقصى ما هو مكلف به. فالظاهر صحتهابالتقريب المتقدم. و اما بالنسبة الى منعدا من ذكرنا فالظاهر ان جهلهم ليس كجهلأولئك حتى يكون موجبا للعذر لهم و مصححالعباداتهم، فإنه لا أقل ان يكونوا- بمنيصحبونه من المصلين الآتين بالصلاة علىوجهها و بجملة حدودها، و يشاهدونه منالملازمين على ذلك في جميع الأوقات والحالات سيما في المساجد و الجماعات- يحصللهم الظن الغالب- ان تنزلنا عن دعوى العلم-بان هذه هي الصلاة المأمور بها شرعا، و انما نقص عنها و خالفها ان لم يكن معلومالبطلان فلا أقل ان يكون مظنونه أومشكوكه، و حينئذ فيرجع