حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
أبي عبد الله (ع) متوافرين، فسمعت منهم، وأخذت كتبهم و عرضتها من بعد على ابي الحسنالرضا (ع)، فأنكر منها أحاديث كثيرة انتكون من أحاديث أبي عبد الله، و قال: «انأبا الخطاب كذب على ابي عبد الله (ع) لعنالله أبا الخطاب و كذلك أصحاب أبي الخطابيدسون هذه الأحاديث إلى يومنا هذا في كتبأصحاب ابي عبد الله (ع)، فلا تقبلوا عليناخلاف القرآن، فإنا إن تحدثنا حدثنابموافقة القرآن و موافقة السنة، انا عنالله و عن رسوله نحدث و لا نقول قال فلان وفلان فيتناقض كلامنا، ان كلام آخرنا مثلكلام أولنا. و كلام أولنا مصداق لكلامآخرنا، فإذا أتاكم من يحدثكم بخلاف ذلكفردوه عليه و قولوا أنت أعلم و ما جئت به،فان لكلامنا حقيقة و عليه نورا، فما لاحقيقة له و لا عليه نور فذلك قول الشيطان». أقول: فانظر- أيدك الله تعالى- الى ما دلعليه هذا الحديث من توقف يونس في الأحاديثو احتياطه فيها. و هذا شأن غيره ايضا كماسيظهر لك ان شاء الله تعالى، و أمرهم(عليهم السلام) بعرض ما يأتي من الأخبار منغير المؤتمن على الكتاب و السنة تحرزا منتلك الأحاديث المكذوبة، فهل يجوز فيالعقول السليمة و الطباع المستقيمة ان مثلهؤلاء الثقات العدول إذا سمعوا من أئمتهممثل هذا الكلام ان يستحلوا بعد ذلك نقل مالا يثقون بصحته و لا يعتمدون على حقيقته.بل من المقطوع و المعلوم عادة من أمثالهمانهم لا يذكرون و لا يروون في مصنفاتهم إلاما اتضح لهم فيه الحال و انه في الصدق والاشتهار كالشمس في رابعة النهار كما سمعتمن حال يونس، و هذا كان دأبهم (عليهمالسلام) في الهداية لشيعتهم. يوقفونهم علىجميع ما وقع و ما عسى أن يقع في الشريعة منتغيير و تبديل، لأنهم (صلوات الله عليهم)حفاظ الشريعة و حملتها و ضباطها و حرستها.و لهم نواب فيها من ثقات أصحابهم و خواصرواتهم، يوحون إليهم أسرار الأحكام، ويوقفونهم على غوامض كل حلال و حرام، كما قدروي ذلك بأسانيد عديدة، على ان المفهوم منجملة من تلك الأخبار ان تلك الأحاديثالمكذوبة