ما المراد بالجب ؟ ومن اى شىء يجب الاسلام ؟
التنفر عنه ، و كذا إذا ارتكب ذنبا في مقابل النبي صلى الله عليه و آله و المؤمنين .توضيحه ان كثيرا من الكفار كانوا ينتبهون من نومتهم و تميل نفوسهم إلى الاسلام بعد ما ارتكبوا جرائم كثيرة ، و لكن قد يمنعهم خوف المجازاة من قبول الاسلام ، و كان هذا سبب ترديدهم في قبول هذا الدين ، و لكن الشارع المقدس الاسلامي وسع عليهم بالحكمة الالهية ، و قال الاسلام يهدم ما قبله ، أو يجب ما قبله ( 1 ) .اضف إلى ذلك انه لو كان كل إنسان إذا اسلم اخذ منه زكاة أمواله طول عمره ، و الزم بقضاء صلواته و صيامه كذلك ، واخذ بالحدود الشرعية و أنواع التعزيرات لتنفر الطباع عن قبول هذا الدين و لم يكن الاسلام دينا سمحا سهلا .هذا هو معنى الحديث ، و حينئذ لا يبقى مجال لتوهم شمولها لعقوده و إيقاعاته أو ديونه أو بدل اتلافاته ، أو القصاص الذي ثبت عليه بحكم العقلاء ، أو ذلك من اشباهه ، فان هذه امور لا ترتبط بالاسلام و الكفر ، حتى يجب الاسلام عنها ، و ليس في الجب عنها امتنان ، و لو كان منة على واحد كان خلاف المنة على آخرين و مع ذلك لا يبقى مجال لتوهم ورود تخصيصات كثيرة عليها .هذا خلاصة الكلام في معنى الحديث فلنرجع إلى تفاصيله .فنقول : اما بالنسبة إلى " العقاب الاخروي و الدنيوي " فهو مما لا شك في شمول الجب له ، بل هذا هو القدر المتيقن من الحديث ، و الاية ، فإذا اسلم الكافر رفع عنه العقاب من ناحية اعماله في حال كفره ، و كذا الحدود و التعزيرات كلها ، بل الظاهر1 - و يوافقه معنى " الجب " في اللغة ، فانه بمعنى القطع ، و لذا يطلق المجبوب على الخصى ، فكان الاسلام يقطع ما بعده من عمر الانسان مما قبله ، فلا يبقى عليه التبعات و هو موافق لمعنى الهدم ، الوارد في رواية أخرى .