ذكرنا فيما مضى أنّ هناك طريقين لإثباتوجود اللّه تعالى:طريق الاستدلال، وطريق الفطرة.وها نحن نستعرض في هذا الفصل «الأدلّة»العقلية والعلمية الواردة في القرآنلإثبات وجود اللّه سبحانه.. ولن نتقيّدبتطبيق هذه الأدلّة القرآنية علىالبراهين التسعة التي ذكرناها.. نعم لو حصلأن انطبق دليل قرآني على واحد من تلكالبراهين التسعة أشرنا إلى ذلك، وعمدناإلى توضيحه قدر المستطاع والإمكان.بعث رسول الإسلام (صلّى الله عليه وآلهوسلّم) في بيئة كانت تسودها الوثنية، وكانالناس إلاّ الشاذ منهم وثنيين يعبدونالأصنام ويعكفون على الأوثان رغماعتقادهم باللّه ظناً بأنّ هذه الأصناموالصور المعبودة مقربة عند اللّه، وشفعاءبينه وبين البشر.ولأجل هذا تركز اهتمام القرآن على تنزيههسبحانه عن «الشريك» في العبادة لا علىإثبات وجوده، لأنّ وجوده تعالى كان أمراًمسلّماً ومفروغاً عنه في ذلك المجتمع.