مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
ويسمّى هذا التساوي في منطق العلماء بـ«الإمكان».ولكي ندرك بنحو أحسن معنى هذا التساوي،ومعنى الإمكان المذكور لابد أن نشير إلىمثال مقنع في هذا المقام.إنّ للفلاسفة في تصوير «الإمكان» بياناًنشير إليه فيما يأتي:فهم يقولون:لنفترض دائرة، ولنضع ما نتصوّره في ذهننامن الأشياء في وسط هذه الدائرة تماماً.ولنجعل على طرف من الدائرة: الوجود، ونجعلفي مقابله العدم.ثم يقولون:إنّ الشيء الممكن هو كهذا «الشيء المتصورالموضوع في وسط الدائرة» لا يقتضي بذاتهأي واحد من الحالتين لا الوجود ولا العدم.بل هو بالنسبة إليهما سواء.. بمعنى أنّالوجود أو العدم لا ينبع من ذات ذلك الشيء..وإلاّ لكان ذلك الشيء «ممتنع الوجود» اناقتضى العدم ذاتياً، أو «واجب الوجود» اناقتضى الوجود ذاتياً.ولأجل ذلك فإنّ كل الظواهر التي كانتمعدومة ـ ذات يوم ـ ثم لبست حلة الوجود فييوم آخر ما هي ـ في الحقيقة ـ إلاّ سلسلة من«المفاهيم المجردة عن الوجود أو العدم»كالنقطة الموجودة في وسط الدائرة بين كفتيالوجود و العدم التي نسبتها إلى كل منالحالتين سواء.. ولو حدث أن خرجت هذه«المفاهيم المجردة» عن وسط الدائرة ومالتإلى إحدى الحالتين الوجود أو العدم فإنّذلك الخروج لم يتحقّق بالضرورة إلاّ بسبب«علة» ساقت تلكم الظاهرة إلى الحالة التي