مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
تلبست بها.إنّ «العلة الموجدة» هي التي جرّتالظاهرة المذكورة إلى ناحية الوجود.كما أنّ «علة العدم» هي التي جرّتها إلىناحية العدم.بناء على هذا فإنّ الوجود أو العدم لم يكنولن يكون عيناً ولا جزءاً أصيلاً في ذاتالشيء المجرد عن علة الوجود أو العدم، بلجاذبية العامل الخارجي هي التي ساقت ذلكمالشيء إلى إحدى الناحيتين..فإن كان هناك موجد غني، جرّ الظاهرة قهراًإلى ناحية الوجود.وأمّا لو واجهت الظاهرة فقدان علة الوجودانجذبت قهراً إلى جانب العدم.على أنّ هناك فرقاً بين مسألة «وجود»الظاهرة و «عدم وجودها».فلظهور ظاهرة ما ووجودها لابد من حضور علةموجدة ضمن ظروف وشروط خاصة لتعطي الوجودلتلك الظاهرة.بينما لا يحتاج فقدان الظاهرة إلى أي نوعمن الفعل والانفعال، بل يكفي لفقدان أيةظاهرة فقدان علتها فقط.إنّ الظواهر الحاضرة فعلاً، والتي كانتقبل هذا معدومة، ومختبئة خلف حجب العدمقروناً متمادية، لم يكن فقدانها ـ في تلكالأزمنة ـ لأجل أنّها كانت ترفض الوجودذاتياً.. إذ لو كان كذلك لامتنع وجودهابالمرة وإلى الأبد، بل انّ فقدانها في تلكالأوقات إنّما هو لفقدان مقتضي وجودها،ومجرد فقدان هذا المقتضي كان كافياً لأنتنجذب الظواهر الكونية المذكورة بسببهإلى ناحية العدم وأن لا تتجلّـى على مسرحالوجود.