مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
الظلام، ولهذا فلابد أن يستمر المولدالكهربائي في إمداد القصر بالطاقةوالتيار الكهربائي حتى يبقى ذلك القصرمضاء سابحاً في الأنوار.2. لنتصوّر أرضاً مملحة تحت أشعة الشمس،ونحن نريد أن تبقى رطبة.. ففي هذه الصورةلابد أن تتوالى قطرات الماء عليها فتسقطالقطرة ثم تليها القطرة الثانية قبل أنتجف الأُولى.. وهكذا حتى نحافظ على رطوبتهاونحول دون جفافها.. إذ في غير هذه الصورةتجف الأرض تحت أشعة الشمس.هذان مثالان يوضحان لنا أنّ «الفقيرذاتياً» لابد من ارتباطه بعلة وجوده علىالدوام وبصورة مستمرة ليحافظ على وجوده..وذلك لأنّه ليس من طبيعته: الوجود، وما ليسالوجود من طبيعته افتقر إلى علة موجدةواستمر افتقاره هذا ما دام «الفقر الذاتي»إلى الوجود ملازماً له، وحاكماً فيه.من البيان السابق نستنتج الأُمورالتالية:أوّلاً: أنّ احتياج الظواهر إلى العلة هومقتضى ذاتي لتلك الظواهر، وأمر ملازم لها،بحيث لا ينفك هذا الاحتياج عنها لا في حالتلبسها بالعدم، ولا في حال اتصافهابالوجود.ثانياً: أنّ حالة الشيء المحتاج الممكن لنتتغيّر ولن تتبدّل ما لم يساعده «الغني»في ذلك.ثالثاً: أنّ جميع البشر، وجميع الظواهرالكونية فقيرة ومحتاجة ـ بطبيعتها ـوأنّها كانت تبقى محكومة بالعدم ما لميتوفر علتها.. ولو كان الوجود عيناً أوجزءاً من ذاتها وطبيعتها لما عدمت ولالحظة واحدة. ولو أنّ غنياً بذاته غير مفتقرفي وجوده إلى غيره، لم يمد إليها يد العونولم يفض عليها الوجود لبقيت خلف حجب