مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
العدم إلى الأبد.وحيث إنّ الفقر والاحتياج من لوازم ذواتتلك الأشياء ـ لأجل ذلك ـ يجب أن تبقىمحكومة بالفقر في كل الحالات، حتى بعدوجودها.بناء على ذلك، ومن ملاحظة حالة الموجوداتالكونية، وملاحظة فقرها واحتياجها الذاتيوكونها غير قادرة على تغيير حالتها ووضعهاوانتقالها من عالم العدم إلى صفحة الوجوددون الاعتماد على ركن أصيل غني.أقول: من ملاحظة كل هذه الأُمور يمكنالاستدلال على وجود خالق غني أصيل هو الذيمنح الوجود لهذه الأشياء، وهو بالتاليواهب الكون والمكان والوجود والزمانلجميع الممكنات كما ويمكن ـ بهذا الدليل ـإثبات احتياج الممكنات ـ بجملتها ـ إليهفي كل الأزمنة واللحظات وفي جميع الأحوالوالأوقات، ابتداء من أول عمرها إلى آخره،احتياجاً لازماً لا ينقطع، وافتقاراًدائماً لا يزول ولا يرتفع.هذا هو ما صرح به القرآن الكريم في نداءيشمل جميع أبناء البشر إذ قال:(يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُالْفُقَرَاءُ إِلَى اللّهِ وَاللّهُ هُوَالْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)(1).ففي هذه الآية ركز القرآن الكريم علىموضوع «الفقر الذاتي» في الإنسانواحتياجه إلى «العلة الموجدة» أي اللّهتعالى، إذ قال: (أَنتُمُ الْفُقَرَاءُإِلَى اللّهِ)وصرح بأنّ الموجود الوحيدالذي يمكنه رفع هذا الاحتياج والفقرالإنساني هو اللّه تعالى شأنه.فهو الوحيد الذي يقدر على مساعدة البشر،وليس سواه بقادر على ذلك