مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
فتذهب المدرسة الأُولى إلى أنّ الشمسوالنار والسيف غير مؤثرة إطلاقاً، وغيردخيلة مطلقاً في وجود النور والحرارةوالقطع، بل انّ عادة اللّه هي التي جرت علىأن يوجد اللّه النور بعد طلوع الشمس،والحرارة عند حضور النار، والقطع عند حضورالسيف، وإن لم تكن لهذه الأشياء [أي الشمسوالنار والسيف]أيّة مشاركة في إيجاد هذهالآثار ووقوعها.ولا شك أنّ هذه النظرية مرفوضة في نظرالعقل ومنطق القرآن(1).فبينما تنفي مدرسة الأشاعرة دور العللومشاركتها رأساً، تذهب المدرسة الثانية(القائلة بالتوحيد الافعالي) إلى الاعترافبأنّه لا مؤثر حقيقي في الوجود إلاّ«اللّه»(2) ولكن مع الاعتراف ـ إلى جانب ذلكـ بدخالة «العلل» في إيجاد «الآثار»،مستمدة هذه القدرة على التأثير من ذلكالمؤثر الحقيقي الواحد، ونعني «اللّه»سبحانه وتعالى.ولهذا يغدو أي اعتقاد بالثنوية أوالتثليث مرفوضاً في منطق هذه المدرسة.وبهذا يتبيّـن أنّ القائلين بأنّ الإنسانمحتاج إلى اللّه في أصل وجوده، ولكنهمستغن عنه تعالى في أفعاله ومستقل فيتأثيره، قد سقطوا في الشرك من حيث لايعلمون، ذلك لأنّهم بمثل هذا الاعتقاديكونون قد اعترفوا ـ في الحقيقة ـ بمؤثرينأصيلين مستقلين غنيين وخرجوا بذلك عن إطار«التوحيد الافعالي»!!