مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
مطالعته الباحثة للكون، وأوّل نظره إلىما حوله بنظرة المحقق المتأمّل واستفادتههذه المطالب التوحيدية من ذلك.3. تشهد عبارة (يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌمِمَّا تُشْرِكُونَ) أنّ إبراهيم بدأتحقيقه هذا بين أبناء قومه الذين كانوايعبدون هذه الكواكب باعتقاد أنّها أربابوتشهد أنّهم كانوا معه، في كل المراحلالثلاث من التحقيق، المذكورة في الآيات،يرون تحقيقه، ويشاهدون بحثه، للوقوف علىالرب الحقيقي ويسمعون كلامه طوال ذلكالبحث والتأمّل.ولو كان الأمر على غير هذا لما صح توجيهالخطاب إلى قومه مرّة واحدة فيقول: (يَاقَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّاتُشْرِكُونَ)، لأنّ الهدف من جعل قومهموضعاً لخطابه هو ضم قومه إليه فيالاعتقاد الصحيح، ودفعهم إلى ترك الشرك،وهذا التكليف إنّما يكون صحيحاً إذا سمعوامنطقه وحديثه المبرهن.4. عندما كانت تقع عينا إبراهيم على الكوكبأو القمر أو الشمس كان يقول: (هَذَارَبِّي).إنّ هذه الجملة لا تعني ـ بالمرّة ـوللأدلة التي سنذكرها، إذعاناً قلبياًبربوبية هذه النجوم بل كان الهدف هو طرحالنظرية هذه ليتضح ويوضح ـ بعد ذلك ـبطلانها أو صحتها.وهذا أسلوب متعارف وشائع في عمليات البحثوالتحقيق العلمي.فالباحث عن علّة حادثة ما يستعرض فيمخيلته جميع الاحتمالات والفروض الواحدتلو الآخر، ويعمد إلى مطالعة كل واحد منهذه الفروض والاحتمالات فيفترض كونه هوالعلة ولو للحظة واحدة، ولا يتركه إلىغيره ما لم تتضح النتيجة