مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
يكشف عن تعدّد أبعاد مفاهيم القرآنوكثرتها، بحيث يصلح كل بعد منها لفريق منالناس المختلفي المدارك.وإليك التفسيرات المتعددة المتنوّعةلهذا الاستدلال:ألف. لمّا كان الهدف من اتخاذ الرب هو أنيبلغ الموجود الضعيف في ظل اتصاله بالقدرةالربانية إلى الكمال المطلوب، لذلك ينبغي(بل ويتحتم) أن يكون هذا الرب والمربيقريباً من مربوبيه بحيث يكون عالماًبأحوالهم مطّلعاً على احتياجاتهم، ولايكون بعيداً عنهم، مفارقاً لهم، غير حاضرلديهم ولا شاهداً لأوضاعهم.أمّا ذلك الموجود الذي يكون بعيداً عنمربوبيه، ساعة أو ساعات، ويكون نائياًعنهم بالمرة بحيث يحجب عنهم أنواره،وبركاته، فكيف يصلح أن يكون مربياً لتلكالموجودات المربوبة ورباً للكائناتالأرضية؟!من أجل هذا كان أُفول هذه الكواكب،وغيبتها علامة على غربتها عن الكائناتالأرضية وانقطاع الصلة بينها وبين هذهالموجودات، وشاهداً على أنّ لهذهالكائنات مدبّراً غير هذه الكواكب..مدبّراً عارياً عن أي نقص منزّهاً عن أيعيب.ب. انّ طلوع وغروب الأجرام السماويةوحركتها المنتظمة في مدارات لا تتغيرلدليل قاطع على أنّها خاضعة لموجود آخرفوقها، وأنّها مسخَّرة لقدرة علياسخَّرها لإرادته، وجعلها محكومة لقوانينخاصة تابعة لمشيئته.ومن المعلوم أنّ المسخَّر لا يمكن أن يكونمدبّراً مطلقاً، وأنّ الخضوع لقوانينمنتظمة آية ضعف هذه الكواكب، وعلامة واضحةعلى أنّها لا يمكن أن