مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
اللّه، بل كانوا يعانون من عبادةالمعبودات المتعددة. ومن المعلوم أنّالأنبياء لم يبعثوا إلاّ ليجنّبواالبشرية عن عبادة غير اللّه، ولذلك يتحتمـ عند المحاورة والدعوة ـ إبطال أساسالشرك العبادي، وإقامة البراهين على وهنهوضعفه وفساده، لا على إثبات وجود اللّه،فلماذا طرح أُولئك الأنبياء قضية إثباتوجود اللّه كما نرى في الآية المبحوثة؟إنّ الجواب على هذا السؤال يتضح منالإمعان والتدبّر في ما قبل وما بعد هذهالآية.فمن تأمل رأى كيف أنّ الأنبياء عندما دعواهذه الأقوام ـ في بداية الأمر ـ إلى توحيدالعبادة، ونهوا عن عبادة غير اللّه قوبلوامن جانب تلك الأُمم بهذا الرد:(إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْبِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكّ مِمَّاتَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيب). (1)لقد كانت دعوة الأنبياء مركبة من أمرين:1. عبادة اللّه.2. ترك عبادة الأوثان.وقد رفضت تلك الأقوام ـ وبشهادة الآية 9 ـكلا المطلبين، أو المطلب الثاني علىالأقل.ولذلك عمد الأنبياء إلى البرهنة على صحةالمطلبين بطرح مسألة خالقية اللّهللسماوات والأرض فقالوا:(أَفِي اللّهِ شَكٌّ)؟