مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
فلابد إذن من الإذعان بوجود اللّهالواحد، ولابد من التزام العبودية أمامه.يبقى أن نعرف وجه بطلان هذه الاحتمالاتفنقول:أمّا بطلان الاحتمال الأوّل ففطري،لبداهة أنّ لكل ظاهرة وحادث موجداًومحدثاً لدلالة الفطرة السليمة، والضميراليقظ والتجربة المتكررة، والبرهانالعقلي عليه، بحيث لو ادّعى أحد إمكانوقوع معلول دون علة لسخَّر منه العقلاءأجمعون.وبرهان الإمكان يؤيد هذه الآية.وأمّا بطلان الاحتمال الثاني فهو كذلكبديهي كالأوّل لبداهة أنّ كل ظاهرة إذاكانت موجدة لنفسها كان معنى ذلك رجوعالاحتمال الثاني إلى الأوّل، وهو «تواجدالمعلول بلا علة موجدة له خارجة عن ذاته»وقد عرفت فساده.وخلاصة القول: إنّ الشيء إذا كان غيرموجود بالذات (أي لم يكن وجوده نابعاً منذاته) فهو إذن حادث، فهو إذن يحتاج ـ بحكمما قلناه في الاحتمال الأوّل ـ إلى محدث.وأما لو كان وجود الشيء نابعاً من ذاتهفهو ليس إذن بحادث، بل هو أزلي أبدي في حينأنّهم (أي الملحدين) مذعنون بأنّ هذهالأشياء (أي البشر) ليست سوى أُمور حادثةمسبوقة بالعدم.وبعبارة أكثر وضوحاً: انّ خلق الشيء لنفسهيستلزم «الدور» الواضح بطلانه.لأنّ معنى قولك: «خلق الشيء نفسه» هو أنيكون الشيء موجوداً قبل ذلك ليتسنّى لهخلق نفسه. ومعنى هذا: توقف الشيء وتقدمهعلى نفسه