مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
وهو معنى الدور البديهي البطلان.وأمّا الاحتمال الثالث فهو كسابقيه فيالتهافت والبطلان، إذ ليس هنا من يدّعيأنّ السماوات والأرض مخلوقة لأُولئكالبشر وأنّ البشر هم خالقوها وموجدوهافيتعين أن يكون لها خالق وهو الذي يسمّى بـ«اللّه».وأخيراً يمكن أن نستنتج من بطلانالاحتمالات الثلاثة أنّ البشر حيث لا يمكنأن يوجد بدون علّة تعطيه الوجود، كما لايمكن أن يكون علة لوجود نفسه، ولا يمكن أنيكون هو خالق السماوات والأرض، لذلك لابدأن يكون للبشر والسماوات والأرض من خالق..وهو من يشار إليه بلفظة «اللّه»، وهو خالقالجميع بلا استثناء.لقد طرح في المقطع الأوّل هذا السؤال:(أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْء).أي هل خلق منكرو وجود اللّه من تلقاءأنفسهم، وعلى نحو المصادفة.. دون علة؟والجواب هو النفي طبعاً، لأنّ تلكالموجودات (أعني: المنكرين) أشياء ممكنةالوجود، وكل ممكن مرتبط في وجوده بعلّةومحتاج إليها فيه.وهذا المقطع من الآية ناظر ـ على ما يبدو ـإلى «برهان الإمكان».وفي المقطع الثاني من تلك الآية، (أعنيقوله: (أَمْ هُمُ الخالِقُون)) والذي جرىالحديث فيه عن خلق الشيء لنفسه، يؤلّف«بطلان الدور» أساس البرهان فيه.لأنّ منكري اللّه ـ بحكم أنّهم علّة لوجودأنفسهم ـ يجب أن يكونوا