مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
موجودين متحقّقين قبل أنفسهم، وهذا هوتقدّم الشيء على نفسه، وهو محال، لأنّهدور.وأمّا في الآية الثانية (أعني قوله: (أَمْخَلَقُوا السَّمواتِ وَالأرضَ)) فقد استدلفيها على وجود اللّه ببرهان «النظم» أوببرهان آخر يقرب منه كدلالة «المصنوع علىصانعه»، و «الأثر على مؤثره».فإذا كان أساس البرهان هو نظام السماواتوالأرض فالآية حينئذ تكون ناظرة إلى«برهان النظم».وإذا كان أساسه هو «دلالة الآثر علىالمؤثر»، فالآية حينئذ ناظرة إلى برهانآخر.. ولعلّها ناظرة إلى «برهان الإمكان»أو «برهان الحدوث».وأمّا دلالة «المصنوع على الصانع» التيوردت الإشارة إليها في عنوان هذا البحثفليست ببرهان مستقل، بل تعود إلى أحد هذهالبراهين ونحن لم نذكرها بصورة مستقلةإلاّ للتنوّع.وها هنا ينطرح سؤالان هماالأوّل: انّ إبطال هذه الاحتمالاتالثلاثة لا يفيد أكثر من إثبات احتياجالبشر والسماوات والأرض إلى موجد وخالق.وأمّا أنّ موجد الجميع هو اللّه «الواحد»فلا يستفاد من إبطال هذه الاحتمالاتأبداً، ولا يثبت من خلال ذلك.. بل وربمايمكن التصوّر بأنّ خالق البشر غير خالقالسماوات والأرض أو يمكن أن يكون خالقالعالم والبشر غير مدبّر أُمورهما فما هووجه دلالة إبطال الاحتمالات المذكورة علىوحدانية الخالق والمدبّر؟