مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
وهل ذنب هؤلاء ليس سوى إعراضهم عن عبادةاللّه وحده، وعبادة الأصنام التي ظنواأنَّها شفعاء لا أكثر.أفليس مقتضى البلاغة في المقام هو صبالحديث على معتقداتهم التي هم عليها، لاالنقاش فيما لم يكن عندهم بموضع نزاع.. بلكان موضع اتفاق (أعني: وجود اللّه الواحد).انّ الجواب على هذا السؤال هو ما قلناه،وبينّاه في قوله تعالى: (أَفِي اللّهِشَكٌّ).فهناك قلنا: بأنّ القرآن الكريم يحاولبطرح هذه التساؤلات أخذ الاعتراف منضمائرهم وتحريك ما هو كامن في فطرتهم لأجلإيقاظها وتنبيهها، كمقدمة لأخذ نتيجةأُخرى.إنّ القرآن يسعى من خلال الاستفادة منالمقدمة المسلم بها التي تنطوي عليهاضمائر القوم وهي «اعترافهم بوجود اللّهالواحد» أن يمهد لدعوتهم إلى عبادة اللّهالواحد، وهدايتهم إلى توحيد العبادة.فبأخذ هذا الاعتراف منهم (نعني الاعترافبأنّه لا خالق ولا مدبّر لهم إلاّ اللّه،وأنّه الخالق المدبّر الوحيد الذي منهوجود وتدبير كل الكائنات على الإطلاق).أقول: بأخذ هذا الاعتراف يوجه القرآن ضربةقاضية إلى مسلكهم المنحرف في العبادة،لأنّه إذا كان الخالق والمدبّر واحداً لاأكثر.. وإذا كان هذا الخالق والمدبّر هوالوحيد الذي استمدت منه كل الموجودات (منإنسان وغيره) وجودها وتدبيرها، فإذن لابدمن عبادته وحده، والكف عن عبادة غيره منالموجودات