مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
توضيح ذلك أنّ محور الحديث في الآيةالأُولى هو: القرآن، وضمير «كان» عائد إلىالقرآن إذ يقول تعالى:(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ (القرآن)مِنْ عِنْدِ اللّهِ).وبناء على هذا يجب أن يكون الضمير فيالآية الثانية في قوله: (أَنَّهُالحَقُّ)عائداً إلى القرآن، هذا لواعتبرنا الآيتين مرتبطتين مفاداًومتحدتين سياقاً فيكون ملخص الآيةالثانية هو: أنّ الآيات الآفاقيةوالأنفسية التي سيريها اللّه للبشر خيردليل على صدق جميع ما يحتويه القرآن، لاخصوص «وجود اللّه» أو خصوص «توحيدهالذاتي».ومعنى ذلك أنّ الآية تعني: أنّ اللّهسيثبت صدق ما جاء به القرآن بنحو كلي منخلال ما سوف يريه الباري سبحانه من الآياتالآفاقية والأنفسية المرتبطة ببيئةالمشركين، والآيات الموجودة في أنفسهم.إنّ توسّع الإسلام التدريجي في شبهالجزيرة العربية، وتهافت قلعة الشركوالوثنية على أيدي المؤمنين الموحدين،وقيام دولة التوحيد في تلكم الربوع، لهيبجملتها سلسلة من الآيات الآفاقية التيأخبرها بها القرآن، والتي تثبت مصادفة.أفليست الآيات القرآنية حملت سلسلة منالبشائر والوعود والتنبّؤات التي صرحفيها بوقوع تلك الوعود في المستقبلالقريب، ومنها إخبار القرآن باستقرار حكماللّه على الأرض بأيدي الموحدين المسلمينوالذين آمنوا، إذ يقول:(وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوامِنْكُمْ وَعَمِلُواالصالِحَاتِلِيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ).(1)