مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
إذن يجب علينا أن ننظر كيف عمل اللّهبوعده في استخلاف المؤمنين.إنّ انتشار الإسلام وتوسعه في عهد النبيالأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وبعدهلهو أحد تلك الوعود، والبشائر التيتحقّّقت، وهو بالتالي إحدى الآياتالآفاقية الدالة على صدق أخبار القرآنالغيبية المستقبلية.كما أنّ هلاك صناديد قريش وأقطابهاوزعمائها في بدر و أحد و الأحزاب واندحارالنظام الكسروي والقيصري هي الأُخرى منالآيات الأنفسية الشاهدة على صدق أخبارالقرآن ومغيّباته.وبعد تحقّق هذين النوعين من الآياتوالعلامات يجب أن لا يشك أحد في صحة القرآنالكريم وصدقه، لصدق تنبّؤاته، وصحةدعاويه.لقد ذكر اللّه تعالى في ذيل الآية الثانيةبواحد من أهم أُسس الدعوة القرآنية، ألاوهو حضور اللّه في كل مكان وشهادته على كلشيء دون استثناء أو أنّ جميع الأشياء تراهوتشهده، إذ قال:(أَوَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُعَلَى كُلِّ شَيْء شَهِيدٌ).وعندئذ ـ أي وفق النظرية التي ذكرناها ـلا تكون الآية الثانية ناظرة إلىالاستدلال على وجود اللّه سبحانه عن طريقالآيات الآفاقية والأنفسية، بل تكونناظرة إلى صحة دعوة الرسول (صلّى الله عليهوآله وسلّم) لتحقّق أخباره.وهذا التفسير ـ كما قلنا ـ إنّما يكونوجيهاً ومقبولاً إذا ربطنا بين الآيتينوحافظنا على وحدة السياق بينهما.وأمّا إذا درسنا الآية الثانية بقطعالنظر عن الآية المتقدمة عليها، أواحتملنا نزول الآية الثانية مرتين: مرة معالآية الأُولى وبصحبتها، وأُخرى منفردةوبصورة