مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
أمّا إذا تحقّق حمل المتاع المذكورفسنكتشف أنّ هناك ـ قطعاً ـ من أقدم علىحمل المتاع دون أن يعلّق مساعدته وحملهعلى شرط.وبعبارة مختصرة حيث نجد أنّ هذه السلسلةتحقّقت بتحقّق آخر حلقاتها نكتشف وصول هذهالسلسلة إلى حد معين ونقطة معينة لم يكنوجودها مشروطاً بشرط، ولا متوقفاً علىشيء، وهذا هو واجب الوجود والموجودالمطلق.2. الآيات التي أتينا بها في مطلع هذاالفصل قابلة للتطبيق على هذا البرهان بنحوما، إذ لو تمكنا من ملاحظة الوجود نفسهملاحظة دقيقة أمكن أن نصل إلى اللّه وأمكنأن نعتبر قوله تعالى: (انّه على كلّ شيءشهيد)ناظراً إلى هذا المعنى.أي انّه شاهد على كل شيء حتى نفسه وذاته،أو مشهود لكل الأشياء عموماً وللإنسانالمتفكر في الوجود خصوصاً.كما أنّه يمكن أن يقال بأنّ شهادة اللّهعلى وحدانيته(1) على غرار شهادته علىوجوده، لا تعني إلاّ أن نطالع ونلاحظ نفسالوجود لنصل إلى هذه الحقيقة.إنّ ملاحظة نفس الوجود تشهد على وجوداللّه، وأما كيف تشهد على وحدانيته،فسيوافيك بيانه في فصل التوحيد الذاتي.كما أنّ آية سورة النور، لو قلنا بقابليةانطباقها على هذا البرهان يكون المقصود منأنّ (اللّه نور السموات والأرض) حينئذ أنّوجود اللّه هو واقع هذا العالم، أو أنّهواهب «الواقعية» للممكنات.