مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
يملكون ضراً ولا نفعاً.وقد يكون الهدف من التذكير بالنظامالكوني البديع هو التمهيد لطرح موضوعالمعاد والحياة الأُخرى، لكي لا ينكرالإنسان المعاد، أو لا يستبعد وقوعه بعدوقوفه على مظاهر وآثار القدرة الإلهية فيعالم الكون، إذ صرح سبحانه بهذا الاستنتاجبقوله:(... ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعوةً مِنَالأرْضِ إذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ).(1)وعلى هذا الأساس فإنّ الاستدلال بهذهالآيات على وجود اللّه يجب أن يكون بصورةضمنية لا بصورة أنّه الهدف الأصلي لها،لأنّه إذا كانت أجزاء هذا الكون، منصغيرها إلى كبيرها، من دقيقها إلى جسيمها،تشهد بثبوت صفة القدرة والعلم للّه تعالى،وإذا تعرفنا من خلالها على جماله وكمالهسبحانه، فإنّ من القطعي البديهي أن تهديناإلى «أصل وجوده»، ويثبت لنا ذلك بما لايقبل الشك، كما تهدينا إلى أنّه المعبوددون غيره، وانّه وحده يستحق العبادة.إنّ الطريق الواضح لمعرفة اللّه والذييتناسب مع أذهان كل الطبقات هو «البحث حولأنظمة الكون الدقيقة العجيبة البديعة»التي تشهد بلسان حالها على وجوده وتوحيدهوسائر صفاته العليا:وفي كل شيء له آية تدل على أنّه واحد