مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
أجزاء هذا الوجود دون أن تختص بشيء معين.إنّ ما هو المهم ـ هنا ـ هو فهم حقيقة هذاالسجود، وكيف أنّ هذه الموجودات أجمع(عاقلها وغير عاقلها) تظهر الخضوع أماماللّه وتسجد له سبحانه.ما هو المقصود من سجود أجزاء الكون؟يؤدّي الإنسان عمل السجود ـ عادة ـ بالهويإلى الأرض، ووضع الجبين أو الذقن علىالتراب، وإلى هذا يشير القرآن الكريم إذيقول:(إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْقَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْيَخِرُّونَ للإذْقَانِ سُجَّداً).(1)وهذه الهيئة ـ ما هي في الحقيقة ـ إلاّالشكل الظاهري للسجود، ولكن جوهرهاوروحها هو «إظـهار غاية التذلّل والخضوعأمام المعبود».وهنا ينطرح هذا السؤال وهو: هل يلزم ـ فيالسجود ـ وجود هيئة خاصة بحيث لا يصحاستعمال هذه اللفظة مع عدم تلك الصورةالخاصة، أو أنّ ملاك السجود هو مجرد إظهارالخضوع، فإذا تحقّق ذلك، تحقّقت حقيقةالسجود وصح إطلاق لفظة السجود على ذلكالمورد دونما إشكال، حتى وان لم يكن فيالبين تلك الهيئة الخاصة، حتى أنّ إطلاقالسجود على الهيئة الخاصة ليس إلاّباعتبار أنّ تلك الهيئة تحكي في نظر العرفعن غاية التواضع ومنتهى الخضوع وباعتبارأنّها ـ في الحقيقةـ طريق إلى إظهارالصغار والتذلّل أمام المعبود؟