مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
الحق أنّ القرآن يختار في هذه المسألةالطريق الثاني، بمعنى أنّ السجود في نظرالقرآن الكريم هو إظهار التذلّل والخضوعفي أية صورة تحقّق وفي أي شكل وقع.ويدلّ عليه أنّ أئمّة اللغة فسّـرواالسجود بالذل والتطامن تارة، وطأطأةالرأس وانحنائه تارة أُخرى بلا إشارة إلىالهيئة المخصوصة الرائجة.قال ابن فارس: «سجد يدلّ على تطامن وذل،يقال: سجد، إذا تطامن وكل ما ذلّ فقد سجد،قال أبو عمرو: سجد الرجل، إذا طأطأ رأسهوانحنى.قال أبو عبيدة أنشدني أعرابي أسدي:«وقلن له اسجد للبلى فاسجدا»يعني البعير إذاطأطأ رأسه».(1)قال الراغب في مفرداته: «السجود أصلهالتطامن والتذلّل، وجعل ذلك عبارة عنالتذلّل للّه وعبادته، وهو عام في الإنسانوالحيوان والجماد، وذلك ضربان:سجود باختيار وليس ذلك إلاّ للإنسان.وسجود تسخير وهو للإنسان والحيوانوالنبات حتى فسر قوله تعالى: (وَادْخُلُواالْبَابَ سُجَّداً) (2)، بقوله متذلّلينمنقادين».(3)وعلى ذلك فاحتمال انّ السجدة مختصةبالهيئة المخصوصة واستعمالها في