مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
فالكيان المعقّد والعجيب لكل واحد من هذهالموجودات، والمليء بالأسرار كما يشهدبصدق وجلاء على صانع لها، كذلك يشهد ـبلسان التكوين ـ على خالق واحد، عالموقدير وحكيم، وعلى الجملة على «علم» ذلكالصانع و«حكمته» و «قدرته» وخلوّه عن أينوع من الجهل والعجز والعي، بل يكفي فيالتسبيح دلالتها على صفاته الكمالية فقط،الملازم لدفع الصفات السلبية ولا يجب أنيكون بصورة سلب النقائص ابتداء.ففي مجال تنزيه اللّه عن «الشريك» مثلاً،تأتي شهادة هذه الموجودات على النحوالآتي:إنّ النظام الواحد الذي يسود في الذرةوالمجرّة على السواء يشهد بأنّ الكونبأسره وجد بإرادة خالق وصنع صانع واحد دونأن تكون لأي خالق آخر مشاركة في هذا الخلقوالصنع، وأنّ وحدة النظام دليل على وحدةالمنظم وعدم الشريك له سبحانه.وكذا إنّ سيادة نظام موحد على مجموع أجزاءالكون كما تفيد أنّ ثمة «منظماً واحداً»يحكم هذا العالم، كذلك تكشف الأسرارالدقيقة، والتقدير المتقن عن «علم»صانعها و «حكمته» و «قدرته» الملازملتنزّهه عن الجهل واللعب والعجز(1)، وقد مرأنّه يكفي في التسبيح دلالة الشيء علىكمال المؤثر الملازم