مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
لدفع العيب عنه ولا يلزم أن يدل علىتنزيهه من الجهل مطابقة.ولنا على هذا الرأي الذي اعتمد عليه كثيرمن المفسرين ملاحظات من عدة جهات:1. إذا كان هذا هو مقصوده سبحانه من تسبيحعموم الموجودات، فهو ممّا يدركه ويفقههجميع الناس أو أكثرهم، ولا معنى لأن يقولالقرآن في سورة الإسراء الآية 44: (ولكن لاتفقهون تسبيحهم).وقد اضطر البعض إلى إصلاح هذه النظريةبتفسير جملة (لا تفقهون)بأنّها بمعنى عدمالانتباه والالتفات، وإنّ أكثر الناس غيرمنتبهين إلى تسبيح الموجودات، أمّالانغماسهم في المادية، أو لأجل كون دلالةالموجودات على «تنزيه» اللّه عظيمة جداًبحيث لا يمكن للبشر أن يقف على مداها.ولكن لا يخفى انّ هذا التوجيه خلاف ظاهرالآية، ولو صح ما فسروا به جملة (لاتفقهون)للزم أن يقول «ولكنكم إذا لاحظتمتفقهون» أو ما يناسب ذلك مع ما نعرف منالدقة في التعبير القرآني، لا أن يسلبعنهم العلم والفهم بتاتاً.هب أنّ أكثر الناس غير واقفين على دقةالخلقة وأسرارها والروابط السائدة علىالمخلوقات غير أنّ ذلك لا يصحح سلب العلمعن الناس عامة، جاهلهم وعالمهم، ولا سيمافي هذا العصر الذي ظهرت فيه البواطنوالأسرار واكتشفت الحقائق.2. إذا كان تسبيح الموجودات بالمعنىالمذكور في هذه النظرية، (أي أنّنا يمكن أنندرك من التدبّر في خلقة الأشياء نزاهةخالقها وصانعها من الجهل