مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
والعجز) فلماذا وصف القرآن بعض الحيواناتكالطير بإدراكها لتسبيحها وتنزيهها لربهاوكونها تعلم بحقيقة تسبيحها إذ قال:(كُلّ (أي كل من في السماوات والأرضوالطير) قَد عَلِمَ صَلاَتَهُوَتَسْبِيحَهُ).(1)وبتعبير أوضح: لماذا نسب القرآن الكريم«العلم» إلى الطير بشكل صريح في حين أنّمقتضى هذه النظرية هو أنّها لا تعلمبتسبيح نفسها، ولا تشعر ولا تدرك ذلك، بلنحن فقط نشعر ونعلم بتسبيحها التكويني منالتدبّر في خلقتها ودقة صنعتها دون أنتشعر هي نفسها بذلك.اللّهم إلاّ أن يخصص العلم ـ بحكم ظاهرالآية ـ بالموجودات العاقلة للفظة (من فيالسموات والأرض)وخصوص الطير.3. إذا كان المقصود من تسبيح الكائنات هوما جاء في هذه النظرية لما كان لهذاالتسبيح وقت خاص، وزمان معين.بل هو (أي التسبيح بلسان التكوين) حقيقةملازمة للكائنات في كل وقت وآن، بحيثيدركها البشر أنّى تدبّر في خلقتها، وأنّىتفكّر في تكوينها، وتمعّن في صنعها، فيحين أنّ القرآن الكريم يحدّد زمن «تسبيحالجبال» بأوقات خاصة من طرفي النهار بكرةوأصيلاً، إذ يقول في سورة (ص الآية 18):(يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِىِّوَالإِشْرَاقِ).(2)