مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
بينما كلما ازدادت اقتراباً منالمادةوالمادية، وتعمقت فيها، ضعفت فيهاهذه الصفات، وضؤلت حتى تكاد تغيب فيهابالمرة، كأنّها تغدو خلوة من العلموالشعور والإدراك ولكنّها ليست كذلك (أيأنّها ليست خلوة من العلم والشعوروالإدراك) ـ كما نتوهم ـ إنّما بلغ فيهاذلك من الضعف، والض آلة بحيث لا يمكنإدراكها بسهولة وسرعة(1).ثم إنّ صاحب هذه النظرية أثبتها عن طريقالأدلة والبراهين الفلسفية، والمكاشفاتالنفسانية.على أنّه خطا خطوة أكبر، إذ قال: انّ مايقوله القرآن بأنّ البشر لا يفقه تسبيحالموجودات، ناظر إلى أغلب الناس، لأنّأغلبهم لا يفقهون هذا التسبيح، ولا يمنعذلك من أن يفقهه بعض العارفين الذينارتبطت أرواحهم بحقائق الموجودات، فلمسواتسبيح الكائنات عامة، بعين القلب،واطّلعوا على تقديسها للّه سبحانه،وانقيادها لمشيئته، وخضوعها له.أجل أنّ القلوب الخالية من الوساوسالشيطانية، الطاهرة من العلائق الماديةالتي صارت محلاً للنور الإلهي ومحطّاًللفيوض الربانية، ومهبطاً للبركاتالمعنوية قادرة على «مشاهدة» هذه الحقائقالعليا، مشاهدة وجدانية، وإدراكهاإدراكاً قلبياً لا يتطرق إليه شك، وماذايمنع من ذلك يا ترى؟وبعد أن وصل البحث إلى هذه النقطة يلزم أننحاول الوصول إلى هذه الحقيقة القرآنية،بالتدبّر في آياتها التي تنسب الشعوروالعلم إلى عموم