مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَاالإنْسَانُ).(1)غير أنّ طائفة من المفسرين فسّـروا هذهالآية ونظائرها بالمعاني المجازية، وبأنّكل هذا الذي يخبر عنه القرآن تم بلسانالحال، بمعنى أنّها أبين وأشفقن عن تحمّلالأمانة المعروضة عليها، بلسان حالها، لابلسان مقالها الكاشف عن الشعور في حين أنّهذا التفسير والحمل ضرب من اتخاذ المواقفقبل البحث والدرس وهو أمر لا مبرر له، إذلا دليل على حمل مثل هذه الآيات على غيرظاهرها، وتأويل هذه الحقيقة ـ التي يتحدّثعنها القرآن بصراحة ـ بمعان مجازية،ومحامل لم يقم عليها دليل.على أنّ عدم توصل العلم إلى هذه الحقيقة،أعني: وجود الشعور عند عامّة الموجودات لايكون دليلاً ـ أبداً ـ على عدم وجود هذاالشعور عند هذه الكائنات، لأنّ وظيفةالعلم إنّما هي الإثبات فقط، وليس للعلمحق «النفي» والسلب، والإنكار.إنّ العلم لم يبلغ تلك المرحلة منالمعرفة، والإحاطة بحقائق الكون، إحاطةيمكنه معها أن ينكر ما لا يعرف وجوده أوعدمه(2).وفي موضع آخر يقول القرآن في هذا الصدد: