مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
وكقوله تعالى:(تَكَادُ السَّموَاتُ يَتَفَطَّرْنَمِنْهُ وَتَنشَقُّ الأرْضُ وَتَخِرُّالْجِبَالُ هَدّاً)(1).فإذا لم تكن في «الجبال» تلك القابليةوذلك الوعي لما يدور خارجها لما صحت هذهالتوصيفات والنسب، ولوجب حينئذ أن نفترضلهذه الآيات «معاني مجازية» من قبيلالمبالغة، والتمثيل تماماً كما ذهب إليهابعض المفسرين حيث ارتكبوا حملها علىالتجوز والتمثيل.نعم يمكن أن تكون الآية وسابقتها ناظرتينإلى أمر آخر وهو: أنّ عظم مكرهم بلغ إلى حديمكن أن تنقلع به الجبال وتنشق السماءوالأرض، والإزالة والانشقاق أثر المكر لاأن تزول وتنشق بتأثر ناشئ عن إدراك وشعورلديها.فمكرهم أو قولهم بأنّ اللّه اتخذ ولداً قدبلغ من التأثير السيّء إلى حد الآلةالهدامة.على أنّ الآيات المرتبطة بيوم القيامةتكشف النقاب عن وجود هذا الوعي والشعور ـفضلاً عن إمكانه ـ حيث إنّها تخبرنا عنتكلّم الأيدي والأرجل والجلود وشهادتهاعلى الإنسان في ذلك اليوم الرهيب بأمراللّه، فإذا بها تشهد على العصاة بكل مافعلوا من أفاعيل، وآثام، بدقة متناهية.وإليك هذه الآيات:(يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْأَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْوَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوايَعْمَلُونَ).(2)(الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْواهِهِمْوَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا