مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
منزّه عن الحاجة والإمكان.إنّ هذه الآية لا تبطل إلوهية المسيحفحسب، بل تبطل إلوهية أُمّه أيضاً، إذيستفاد من بعض الآيات أنّ «أُمّه» كانتمعرضاً لهذه التصورات الباطلة أيضاً حيثيقول القرآن:(ءَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِاتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْدُونِ اللّهِ).(1)لقد استوفينا البحث حول التثليث في نظرالقرآن وبقي البحث حوله من زاوية البراهينالعقلية، وسيوافيك ذلك في مختتم هذاالفصل، بعد أن ندرس بنوة عيسى ومعبوديتهوبطلانها قرآنياً، لنتفرغ بعده إلى دراسةالتثليث عقلياً.اللّه سبحانه واتخاذ الولد(2)تعتبر مسألة بنوة المسيح للّه إحدى مظاهرالشرك في «الذات»، الذي يصوّر حقيقة الإلهالواحد في صورة آلهة متعددة، ويقوم«التثليث» النصراني في الحقيقة على هذاالأساس، أي على أساس اعتبار المسيح ابناًللّه سبحانه.وقد فنّد القرآن الكريم هذا الاعتبارالخاطئ وأبطله ببراهين عديدة، وأوضحتفاهته بطريقين:أوّلاً: عن طريق البراهين العلمية الدالةعلى استحالة أن يكون للّه ولد مطلقاً سواءأكان هذا الولد عيسى (عليه السلام) أم غيره.وثانياً: عن طريق بيان تولد المسيح منأُمّه، واستعراض حياته البشرية،