مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
قد يتصور الإنسان ـ في النظرة البدائية ـأنّه لا توجد في القرآن أية آية أو آياتناظرة إلى هذا القسم من التوحيد (أي بساطةالذات)، وكأنّ القرآن أو كل أمثال هذهالبحوث إلى عقل البشر، ولكننا عندما نعيدالنظر في القرآن بعد الاطلاع علىالتحقيقات الفلسفية التي من شأنها إعطاءالإنسان نظرة أعمق وأوسع نجد أنّ القرآنيصف اللّه سبحانه بطائفة من الصفات التيلا تنسجم مع أي نوع من أنواع التركيب فيالذات أبداً، وهو يدل ضمنياً على نفيالتركيب وإثبات البساطة لذاته تعالى، وقدذكرنا في السابق أنّ القرآن ذو أبعادمتعددة من حيث الأهداف والمعاني وإنّهيمكن أن يدرك بعد من أبعاد الآية في النظرةالأُولى بينما ينكشف بعد آخر لنفس الآيةفي النظرة الثانية في حين يكون اكتشاف بعدثالث ورابع لنفس الآية محتاجاً إلى مزيدتعمّق وإمعان.ويؤيد هذا الأمر ما قاله الإمام السجادحول آيات من سورة الحديد:«إنّ اللّه عز وجل علم أنّه يكون في آخرالزمان أقوام متعمّقون فأنزل اللّه عز وجل(قُل هو اللّهُ أحد * اللّه الصمد)والآياتمن سورة الحديد... إلى قوله (وهو عليم بذاتالصدور)فمن رام وراء ما هنالك هلك.(1)لهذا يجب أن لا نكتفي ـ في استخراجالمعارف المتعلّقة بالمبدأ أو المعاد منالآيات القرآنية ـ بالنظرة الأُولى بللابد من الغوص في بحار القرآن، معتمدينعلى النظر الأعمق، والجهد الفكري الأكثر،فحينئذ سنرى أيّة جواهر ثمينة سنصيب فيهذا الغوص المبارك.لهذا السبب ولكي نقوي من نظرتنا فإنّناسنعالج مسألة «بساطة أو تركيب