مفاهیم القرآن جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاهیم القرآن - جلد 1

جعفر سبحانی تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فالحديث رغم أنّه يصف الإنسان بأنّه هوالذي يريد لنفسه ما يريد، وبإرادته يؤديفرائضه ويرتكب جرائمه إلاّ أنّه في نفسالوقت يقول: بأنّه يفعل ما يفعل بأنعاماللّه وأقداره.

نعم اختارت المعتزلة ما اختارت مناستقلال العبد في فعله بدافع المحافظة على«العدل الإلهي» متوهّمين بأنّ القولبوجود فاعل مستقل واحد في العالم يستلزمأن يكون عقاب العصاة على أفعالهم على خلافالعدل، ولكنّهم غفلوا عن أنّ عقاب العصاةعلى آثامهم إنّما يكون مخالفاً له إذاأنكرنا حرية الإنسان في الاستفادة منالمواهب الإلهية، واعتبرناه مجبوراًمقهوراً في أفعاله وأنكرنا وساطة العللوالأسباب وفاعليتها وعلّيتها.

وأمّا إذا قلنا بمشاركة العلل والأسبابفي وقوع الفعل بحيث لا يتحقق الفعل إلاّ عنهذا الطريق، أعني: وجود العبد وإرادتهواختياره فلا يكون لذلك التوهم أي مجال،والقول بمشاركة العبد في فعله على النحوالذي ذكرنا لا ينافي «التوحيد الافعالي»إذ لا يعني منه إنكار علية العلل والأسبابالطبيعية وغير الطبيعية وإلغاء دورهاوتأثرها، بل يعني مع احترام علية العللوسببية الأسباب أنّه ليس ثمت سبب مستقلومؤثر بالذات إلاّ اللّه، وانّه تعالىالمؤثر الوحيد الذي يؤثر بالأصالةوالاستقلال دون غيره، وبهذا الطريق وحدهيمكن الاجتناب عن أي نوع من ألوان الشرك فيالذات والفعل.(1)

وبعبارة أُخرى: انّ اللّه قد أعطى القدرةوالنعمة لعبده، ولكن جعله حراً في كيفيةالاستفادة منهما، فهو بإرادته واختيارهيصرف كل نعمة في أي مورد شاء،

1. للسيد الرضي في المقام كلام فراجع حقائقالتأويل: 209 ـ 210.

/ 664