مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
ومن ذلك قوله تعالى:(أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّموَاتِوَالأرْضِ) (1).فما يمكن أن يكون إشارة إلى قضية «بداهةوجود اللّه» في هذه الآية هو قوله: (أَفِياللّهِ شَكٌّ) في حين أنّ المقطع التالي منالآية أعني قوله: (فَاطِرِ السَّموَاتِوَالأرْضِ) يعتبر دليلاً مستقلاً على وجوداللّه كما سيأتي توضيحه وبيانه فيما بعد.وكما يمكن أن تكون الآية المذكورة إشارةإلى «بداهة وجود اللّه» كذلك يستفاد ذلكمن الآية التالية التي تصف اللّه بالظهورإذ تقول:(هُوَ الأوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُوَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيءعَلِيمٌ)(2).كما ويمكن استفادة إشارات واضحة إلى هذاالأمر من دعاء الإمام أبي عبد اللّهالحسين بن علي سيد الشهداء (عليه السلام)،ومناجاته يوم عرفة مع ربه إذ يقول:«كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقرإليك؟!أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكونهو المظهر لك؟!متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك؟!ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصلإليك؟!عميت عين لا تراك عليها رقيباً».