مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
العالم دون اللّه.ولأجل هذا الاعتقاد نجد إبراهيم (عليهالسلام) يبطل ربوبيتها عن طريق الإشارةإلى أُفولها وغروبها.ولنفكر ـ هنا ـ ملياً في استدلال النبيالعظيم إبراهيم (عليه السلام) لنرى أي أمركان يقصد إثباته أو نفيه من خلالالاستدلال بأُفول هذه الكواكب والأجراموغروبها.فإذا كانت هذه الأجرام ـ حسب اعتقاد قومإبراهيم ـ هي المدبّرة للموجودات الأرضيةومنها الإنسان فإنّ المدبّرية ـ بحكم أنّنظام المدبّر يكون في اختيار المدبّر ـتقتضي أن يعيش المدَبَّر في ظل إشرافالمدَبِّر وعنايته، وينمو ويتربّى ويتقدمنحو الكمال.هذا ويقتضي بقاء هذه الكواكب والأجرامعلى اتصال دائم بالعالم السفلي الذي يقعتحت تدبيرها ليمكن التدبير والتصرف.بيد أنّ هذا الاتصال الدائم يتنافى معالأُفول والغروب وما تتصف به هذه الأجراموالكواكب من غيبة وجهل، ولأجل هذا عدالنبي إبراهيم (عليه السلام) الأُفولوالغروب دليلاً واضحاً وقاطعاً على عدمكون هذه الأجرام، مدبّرة للموجوداتالأرضية.ولو كان هؤلاء يعبدون هذه الأجرام بعنوانأنّها أجرام مقدسة توجب عبادتها القربىإلى اللّه لما تكون غيبتها عن صفحة السماءفي غير أوقات عبادتها دليلاً على بطلاننظريتهم، بل يكون حضورها ووجودها حينعبادة الناس لها كافياً لأن تصبح موضععبادة، ولا يلزم وراء ذلك أن تكون حاضرة ـفي كل