مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
فقد صرح بذلك في آيات أُخرى مضافاً إلى ماسبق، إذ قال:(رَبُّنُا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءخَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) (1).(الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِيقَدَّرَ فَهَدَى)(2).هذه الآيات تفيد ـ بوضوح كامل ـ أنّ اللّهزوّد كل كائنات هذا العالم ـ بشراً وغيربشر ـ بهداية فطرية تكوينية تتبين بموجبهاطريقها في الحياة فتأخذ ما يناسبها وتدعما لا يناسبها، وتعينها تلك الهدايةالفطرية على معرفة ما هو مفيد لها وما هومضر.وفي خصوص الهداية الفطرية التي زود بهاالبشر خاصة يقول القرآن الكريم: (وَنَفْسوَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَافُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا)(3).(أَلَمْ نَجْعَل لَهُ عَيْنَيْنِ *وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ* وَهَدَيْنَاهُالنَّجْدَيْنِ) (4).(مِنْ نُطْفَة خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ *ثُمَّ السَّبيلَ يَسَّرَهُ)(5).كل هذه الآيات حاكية عن أنّ جميعالموجودات ـ أعم من الإنسان وغير الإنسانـ تعيش في ظل هداية تكوينية فطرية، هدايةتقودها إلى الكمال المنشود المطلوب.والهادي للإنسان في هذا المسير إنّما هوخلقته وتكوينه. وجميع البشر سواسية في هذهالموهبة الإلهية المعنوية ونعني الهدايةالفطرية فلم يفضل اللّه فيها