مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
يتوجه إلى اللّه، ويستنجد به بحكم فطرتهطالباً منه تيسير عمله، وتسهيل أمره.عندما تقع للإنسان حوادث خطيرة كهجومالأمواج العاتية على السفينة التي يركبهافي عرض البحر، أو حدوث عطل فني في الطائرةالتي يمتطيها في الجو، أو انحراف السيارةالتي يستقلها، أو يتعرض لهجوم سيل كاسحعلى قريته أو مدينته.أقول: عندما يواجه الإنسان أحد هذهالمخاطر نراه يتوجه من فوره ـ وبصورةتلقائية فطرية ـ إلى اللّه، وتحدث لديهحالة عرفانية قلبية، يطلب فيها من اللّهسبحانه الخلاص والنجاة.ففي هذه الحالة صار الخوف مذكراً له بنداءالفطرة وكاشفاً عنها لا موجداً للإيمانباللّه.فلا يصح لنا أن نستنتج من توجه البشر إلىاللّه في هذه الحالة وفي هذه اللحظات منحياته بأنّ الإيمان وليد الخوف والرهبة منالطبيعة الغاضبة كما يدعي الماركسيون ومنحذا حذوهم بل الخوف مجرد وسيلة تكشفالغطاء عن ذلك الإيمان المغروس في أعماقالبشر، المودوع في الفطرة بيد الخالقالعظيم.إنّ غريزة حب الجمال واكتناز الثروة وطلبالعلم رغم أنّها أُمور مجبولة مع فطرتناومعجونة مع خلقتنا فهي لا تظهر ولا تتفتّحولا تبرز في كل الأوقات والظروف، ولاتتجلّـى في عالم الذهن في كل الأزمنةوالأحوال ما لم تتهيّأ الظروف المناسبةلها في وجودنا.وكذلك تكون غريزة التديّن وفطرة الإيمانباللّه.وها هو القرآن الكريم يذكرنا بهذهالحقيقة فيخبرنا كيف أنّ فريقاً من البشر