مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
الآثار إلى أسبابها الطبيعية دون أن تمنعخالقية اللّه من ذلك، ولأجل ذلك يكون ماتقوم به هذه الموجودات فعلاً للّه في حينكونها فعلاً لنفس الموجودات غاية ما فيالأمر أنّ نسبة هذه الأُمور إلى الموجودالطبيعي نفسه إشارة إلى الجانب«المباشري»، فيما يكون نسبتها إلى«اللّه» إشارة إلى الجانب «التسبيبي».ويشير القرآن إلى كلا هاتين النسبتين فيقوله سبحانه:(وَ مَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَوَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى).(1)ففي حين يصف النبي الأعظم بالرمي، إذ يقولبصراحة (إذْ رَمَيْتَ)نجده يصف اللّهبأنّه هو الرامي الحقيقي، وذلك لأنّ النبيإنّما قام بما قام بالقدرة التي منحهااللّه له، فيكون فعله فعلاً للّه أيضاً،بل يمكن أن يقال: إنّ انتساب الفعل إلىاللّه (الذي منه وجود العبد وقوته وقدرته)أقوى بكثير من انتسابه إلى العبد بحيثينبغي أن يعتبر الفعل فعلاً للّه لا غير،ولكن شدة الانتساب هذه لا تكون سبباً لأنيكون اللّه مسؤولاً عن أفعال عباده، إذصحيح أنّ المقدمات الأوّلية للظاهرةمرتبطة باللّه وناشئة منه إلاّ أنّه لماكان الجزء الأخير من العلة التامة هوإرادة الإنسان ومشيئته بحيث لولاها لماتحقّقت الظاهرة يعد هو مسؤولاً عن الفعل.وحدة المدبِّر في العالمإنّ القرآن استدل على وحدة المدبِّر فيالعالم ببرهان ذي شقوق، وقد جاء البرهانضمن آيتين تتكفل كل واحدة منهما بيان بعضالشقوق من البرهان، وإليك الآيتين: