مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
قليلاً، فكانوا يتفلسفون، فإنْ حصل نصرقالوا: هو من عند اللّه، وإن كانت هزيمةقالوا إنّ سوء القيادة هو سبب الهزيمة.وبعبارة أُخرى قد كان المنافقون ـ لجهلهمبمعارف الكتاب العزيز ـ يعدون الظفروالغلبة في الحروب كحرب بدر ـ مثلاً ـ مناللّه، والانكسار والهزيمة كحرب أُحد منالنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم).ولم يكن هذا النوع من التفسير بجديد، فقدسبقهم في ذلك أعداء موسى، فقد كان منطقهم،على شكل آخر، فكانوا ينسبون الحسنة إلىأنفسهم والسيئة إلى موسى ومن معه.فإذا واجهوا نعمة كانوا يرون أنّ ذلكنتيجة صلاحيتهم، وإذا واجهوا نقمة أو بلاءتشاءموا بموسيعليه السَّلام وتطيّروا به،واعتبروا وجوده ووجود جماعته المؤمنينسبباً لنزول ذلك البلاء، كما يقول سبحانه:(فَإِذَا جَاءَتْهُمْ الْحَسَنَةُقَالُوا لَنَا هِذِهِ وِإنْ تُصِبْهُمْسَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنمَعَهُ).(1)ولكنَّ القرآن الكريم يواجه هذا الزعمالأعوج الذي تنسب فيه «الحسنات» تارة إلىاللّه و «السيئات» إلى النبي وأُخرى تنسبالحسنات إلى أنفسهم، والسيئات إلى موسى(عليه السلام)، فكأنّ هناك مؤثرين مستقلينفي عالم الكون، لكل واحد منهما خالق خاصينافي الآخر ويقول في قبال هذا المنطق:(قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللّهِ).لأنّه ليس للعالم ـ بحكم التوحيد فيالخالقية ـ إلاّ خالق واحد لا أكثر،