مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
ولو كان مطلق الخضوع عبادة لزم أن تكونجميع هذه الأعمال ضرباً من الشرك المجازالمسموح به، تعالى اللّه عن ذلك علواًكبيراً.5. انّ القرآن الكريم يأمر بأن نتخذ منمقام إبراهيم مصلّى عندما يقول:(وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهيمَمُصَلّىً).(1)ولا ريب في أنّ الصلاة إنّما هي للّه،ولكن إقامتها في مقام إبراهيم الذي يرىفيه أثر قدميه أيضاً نوع من التكريم لذلكالنبي العظيم ولا يتصف هذا العمل بصفةالعبادة مطلقاً.(2)6. إنّ شعار المسلم الواقعي هو التذلّلللمؤمن والتعزّز على الكافر كما يقولسبحانه:(فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْميُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةعَلَى الْمُؤْمِنينَ أَعِزة علَىالْكَافِرينَ).(3)إنّ مجموع هذه الآيات من جانب ومناسك الحجوأعمإله من جانب آخر تدل على أنّ مطلقالخضوع والتذلّل، أو التكريم والاحترامليس عبادة، وإذا ما رأينا أئمّة اللغةفسّروا العبادة بأنّها الخضوع والتذلّلكان هذا من التفسير بالمعنى الأوسع، أيأنّهم أطلقوا اللفظة وأرادوا بها المعنىالأعم، في حين أنّ العبادة ليست إلاّنوعاً خاصاً من الخضوع سنذكره عما قريب.