مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
النفس الأمّارة ـ زمام الاختيار لا يمكناعتبارهم عبدة واقعيين للهوى، ولا عدهممشركين، كمن يعبد الوثن، ولو قيل في شأنهأنّه يعبد هواه، فإنّ ذلك نوع من التشبيهوضرب من التجوّز.فها هو القرآن يسمي الهوى إلهاً،ويلازمذلك كون الخضوع للهوى: عبادة له، لكنمجازاً، إذ يقول:(أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُهَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِوَكِيلاً).(1)فكما أنّ إطلاق اسم الإله على الهوى نوعمن التجوّز، فكذا إطلاق العبادة علىمتابعة الهوى هو أيضاً ضرب من المجاز.3. هناك فريق من الناس يضحّون بكل شيء فيسبيل الحصول على جاه ومنصب، حتى ليقولالناس في حقّهم: إنّهم يعبدون الجاهوالمنصب، ولكنّهم في نفس الوقت لا يعدّونعبدة حقيقيّين للجاه، ولا يصيرون بذلكمشركين.4. انّ المتوغّلين في العنصرية ـ كبنيإسرائيل ـ وفي الأنانية، الذين لا يهمّهمإلاّ المأكل والمشرب رغم أنّهم يطلق عليهمبأنّهم عباد العنصر والنفس والشيطان،ولكن الوجدان يقضي بأنّ عملهم لا يكونعبادة، وأنّ اتباع الشيطان شيء وعبادتهشيء آخر.وإذا ما رأينا القرآن الكريم يسمّي طاعةالشيطان «عبادة»، فذلك ضرب من التشبيه،والهدف منه هو بيان قوة النفرة وشدّةالاستنكار لهذا العمل، إذ يقول:(ألَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِيآدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَإِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنْاعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌمُسْتَقِيمٌ).(2)