مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
فلو فسر الإله في الآية بالمعبود لزمالكذب، إذ المفروض تعدد المعبود فيالمجتمع البشري، ولأجل هذا ربما يقيدالإله هنا بلفظ «الحق» أي المعبود الحقإله واحد، ولو فسرناه بالمعنى البسيط الذيله آثار في الكون من التدبير والتصرفوإيصال النفع، ودفع الضرّ على نحوالاستقلال لصح حصر الإله ـ بهذا المعنى ـفي واحد بلا حاجة إلى تقدير كلمة بيانيةمحذوفة، إذ من المعلوم أنّه لا إله فيالحياة البشرية والمجتمع البشري يتصفبهذه الصفات التي ذكرناها.ولا نريد أن نقول: إنّ لفظ الإله بمعنىالخالق المدبّر المحيي المميت الشفيعالغافر، إذ لا يتبادر من لفظ الإله إلاّالمعنى البسيط، بل هذه الصفات عناوين تشيرإلى المعنى الموضوع له لفظ الإله، ومعلومأنّ كون هذه الصفات عناوين مشيرة إلى ذلكالمعنى البسيط، غير كونها معنى موضوعاًللفظ المذكور، كما أنّ كونه تعالى ذاتسلطة على العالم كلِّه أو بعضه سلطةمستقلة غير معتمدة على غيره، وصف مشير إلىالمعنى البسيط الذي نتلقاه من لفظ الإله،لا أنّه نفس معناه.وبما أنّ بعض الكتاب المعاصرين خلط بينالسلطة الغيبية المستقلّة التي يمكن أنتقع رمزاً للالوهية، والسلطة المستندةإلى اللّه غير المستقلة التي ربما توجدعند الأنبياء، والأولياء، وخيار الناسوالصالحين من العباد، فلا بأس بأن نبحث فيهذا الموضوع في البحث القادم.