مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
المادية لذلك الفرد، هو الذي أعطى القدرةالغيبية لآخر، دون أن يعد المخلوق خالقاً،وأن يتصور استغناء أحد عن اللّه.فلو قام أحد بمعالجة المرضى عن طريقالسلطة الغيبية، فقد قام بأمر اللّه وإذنهومشيئته، ومثل ذلك لا يعد شركاً، وتمييزالسلطة المستندة إلى اللّه عن السلطةالمستقلة هو حجر الأساس لامتياز الشرك عنالتوحيد، وبذلك يظهر خطأ كثير ممّن لميفرقوا بين السلطة الغيبية المستندة،والسلطة الغيبية غير المستندة.وقالوا: لو أنّ أحداً طلب من أحد الصالحينـ حيّاً كان أم ميتاً ـ شفاء علّته أو ردضالّته، أو أداء دينه، فهذا ملازم لاعتقادالسلطة الغيبية في حق ذلك الصالح وإنّ لهسلطة على الأنظمة الطبيعية، الحاكمة علىالكون بحيث يكون قادراً على خرقهاوتجاوزها، والاعتقاد بمثل هذه السلطةلغير اللّه عين الاعتقاد بالوهية ذلكالمسؤول، وطلب الحاجة في هذا الحال يكونشركاً.فلو طلب إنسان ظامئ الماء من خادمه فقداتبع الأنظمة الطبيعية لتحقّق مطلبه،أمّا إذا طلب الماء من إمام أو نبيّ موارىتحت التراب، أو عائش في مكان ناء، فإنّ مثلهذا الطلب ملازم للاعتقاد بسلطة غيبيةلهذا النبي، أو الإمام على نحو ما يكونللّه سبحانه، ومثل هذا عين الاعتقادبالوهية المسؤول!!وممّن صرح بهذا الكلام الكاتب أبو الأعلىالمودودي، إذ يقول:صفوة القول إنّ التصور الذي لأجله يدعوالإنسان الإله، ويستغيثه، ويتضرّع إليه،هو ـ لا جرم ـ تصوّر كونه مالكاً للسلطةالمهيمنة على قوانين الطبيعة وللقوىالخارجة عن دائرة نفوذ قوانين الطبيعة.(1)