مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
(وَمَا كَانَ لِرَسُول أَنْ يَأْتِيَ بِآيَة إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ)؟.(1)والإجابة عن هذا السؤال واضحة: فإنّالإخبار عن ما يأكله الناس ويدّخرونه فيبيوتهم ليس كالخلق والإحياء وإبراءالأكمه والأبرص، فإنّ القلوب الساذجةتقبل وتتوهم الوهية خالق الطير ومحييالموتى ومبرئ الأكمه والأبرص بأدنى وسوسةومغالطة، بخلاف الوهية من يخبر عنالمغيّبات فإنّها لا تذعن لاختصاص الغيبباللّه سبحانه، بل تعتقده أمراً يناله كلّمرتاض أو كاهن، ولأجل ذلك لم ير حاجة إلىتقييده بـ «إذن اللّه».(2)سؤال آخر هو: انّ قوله سبحانه: (أَنِّيأَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهّيئَةِالطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَتَكُونُطَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ)مشتمل على أُمور:1. خلق هيئة الطير من الطين.2. النفخ في تلك الهيئة.3. صيرورتها طيراً بإذن اللّه.وما هو فعل عيسى (عليه السلام) إنّما هوالأوّلان، والثالث خارج عن فعله، بل هوفعل اللّه بقرينة تقييد الثالث بإذن اللّهدون الأوّل والثاني، وعلى الجملة: للخلقمعنيان:أ. الإيجاد من العدم.ب. التقدير.والمتعيّن في المقام هو المعنى الثاني،والإيجاد من العدم إنّما يتصوّر فيما لمتكن